تجربة مزج ألوان الضوء بواسطة الأطفال
1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية
KFAS
تجربة مزج ألوان الضوء الفيزياء
هناك نوعان من الخلايا في العين: خلايا عصوية الشكل تمكننا من الرؤية في الظلام، وهذه الخلايا لا يمكنها كشف الألوان، وهذا يفسر عدم رؤية أي لون سوى درجات الرمادي بعد حلول الظلام.
أما الخلايا المخروطية الشكل، فتمكننا من رؤية الألوان، وبعض هذه الخلايا المخروطية حساسة للضوء الأحمر، وأخرى للضوء الأخضر، وبعضها للضوء الأزرق.
وبما أن الأصفر هو بين الأحمر والأخضر في ألوان الطيف، فإن لها تأثيراً مساوياً على كل من الخلايا الحمراء والخضراء، ويدرك الدماغ هذ التأثير كلون أصفر (شكل 5-12).
ويستطيع الأطفال محاولة مزج الألوان الأساسية للضوء، بتغطية ثلاثة مصابيح يدوية قوية بمرشحات حمراء وزرقاء وخضراء اللون، ويتم تسليطها على دمية بيضاء أو قطعة من الورق لملاحظة كيفية اتحاد الألوان المختلفة، فالضوء الأخضر والأزرق يتحدان لصنع الأزرق الداكن، والأزرق والأحمر يصنعان اللون الأرجواني (أحمر مزرق)، والضوء الأخضر والأحمر يصنعان الأصفر.
أما الثلاثة جميعا فإنها تكوّن الضوء الأبيض، ولن يتم ذلك إلا إذا كانت الألوان نقية، وتم تسليطها بنفس الشدة، ويحتاج ذلك للفلترات المنتجة تجاريا، حيث إن السيلوفان يحتوي على شوائب، ولكنه مفيد تماما لصنع النماذج والمجسمات.
والمجسم الرباعي الأسطح المصنوع من ألوان مختلفة من السيلوفان، طريقة جذابة لعرض تأثير مزج الأضواء الملونة، فكل طفل يحتاج لقطعة كرتونية حوالي 40X40 سم، ورسم أربع مثلثات صغيرة متساوية الأضلاع ذات حواف من (1سم) على الكرتون، كما هو موضح في شكل (5-13).
ثم يستطيع الأطفال بعد ذلك لصق أوراق السيلوفان الملونة لتناسب كل نافذة، وما أن يجف المجسم فيمكن طيه لصنع جسم المثلث رباعي الأوجه، مع تثبيت الحواف بشريط لاصق، ويستطيع الأطفال تحريك المجسم بطريقة دائرية للنظر إلى تأثير مزج الألوان ثم تسجيل ما يرونه.
ويعد صنع النظارات الملونة طريقة ممتعة لملاحظة تأثير مرشحات الألوان المختلفة، فيستطيع الأطفال قطع بعض أوراق الكرتون لعمل نظارات، ووضع أوراق السيلوفان الحمراء في زوج من النظارات، والورق الأخضر في زوج آخر..
ويمكنهم بحث ما يحدث عند النظر خلال النظارات لصور مرسومة بألوان الشمع الخضراء فقط، وأخرى مرسومة بألوان الشمع الحمراء فقط، وعندما ينظر الأطفال خلال ورق السيلوفان الأخضر، فسوف ترشح جميع الألوان إلى الخارج عدا اللون الأخضر، وبذلك سيبدو الرسم الأحمر أسود، حيث إن الخلايا الحساسة للون الأخضر فقط سوف تستجيب، ولا يوجد هناك أي لون أخضر في الرسم.
وإذا قام الأطفال بتلوين قرص دائري بألوان شمعية أو أصباغ مختلفة لألوان الطيف، ثم إدارته بسرعة عالية، فسيبدو للعين وكأنها ترى الألوان كلون واحد، وبما أن التلوين لا يمكن أن يكون دقيقا تماما، فإن الألوان ستمتزج لتبدو بلون أصفر شاحب بدلا من اللون الأبيض. (شكل 5-14).
ويستطيع الأطفال بعد ذلك المحاولة مع عدة أقراص ذات أنماط مختلفة، وتضم مجموعات ألوان مختلفة، ويجب أن يتنبوؤا بما سوف يحدث قبل الاختبار، وفي الوقت ذاته، فإن قيام الأطفال بإعداد الأجهزة بأنفسهم سيتيح لهم الفرصة لتطبيق مهاراتهم في بعض الأعمال الكهربائية.
وتحوي الأصباغ الملونة مجموعات مختلفة من الألوان الأساسية، وذلك لأنها تعمل كمرشحات تتخلص من بعض الضوء الساقط عليها عن طريق امتصاصه. وعلى سبيل المثال: فإن اللون الأصفر يمتص كل الألوان عدا الأحمر والأصفر والأخضر، أما النيلي فإنه يمتص كل الضوء عدا الأزرق والأخضر، ولذلك فإنه عند مزج اللون النيلي والأصفر، فإن اللون الوحيد الذي لا يتم امتصاصه هو الأخضر، ولهذا فإن مزج النيلي والأصفر يعطي الأخضر.
وبما أن فيزياء الألوان ليست بسيطة، فيجب تشجيع الأطفال في المرحلة الابتدائية أساسا على بحث مزج الألوان المختلفة للضوء، وتسجيل ملاحظاتهم عن ذلك فقط. وفي المرحلة الثانوية سيكونون قادرين على الرجوع إلى هذه الخبرة العملية لتوسيع إدراكهم. وتم إضافة التفسيرات هنا للمعلمين كمحاولة لتوضيح أوجه الاختلاف ما بين الألوان الأساسية لكل من الأصباغ والضوء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]