علوم الأرض والجيولوجيا

تصنيف الجيولوجيون لـ”الأحجار” وفقاً لطبيعة نشاتها

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأحجار علوم الأرض والجيولوجيا

تتكون القشرةُ الأرضيةُ من أحجار وصخور.. والحجرُ والصخرُ كلمتانِ مُتداخلَتان في المعنى العامّ كثيراً، لكنّ الجيولوجيين رَأَوْا أن يُخَصّصوا معنى مُحدّداً مِنَ الناحيةِ العلميةِ لكلّ كلمة منهما.

فالصخرُ عندهُم هو المُكوّنُ الأساسيّ والأوّليُ للقِشرةِ الأرضيةِ، وهو ينشأ مباشَرةً من تصلّبِ الصُّهارَةِ ( الماجمْا) الصّاعدِةِ من الأعماقِ البعيدةِ تحتَ القِشرة، ومن أمثلتِهِ المشهورةِ صخْرُ الجرانيت، وصخرُ البازَلْتِ.

أما الحَجرُ بالمعنى الجيولوجيّ، فهو الحُطامُ أو الفُتاتُ الصّخريّ المتصلُب أو السائِبُ، وقد يتكونُ من البقايا الصُّلبةِ المتحجّرةِ للأحياءِ القديمةِ (الحفريات) ، أو يترسبُ كيميائياً من المياهِ السطحيةِ أو الباطنةِ؛ ومن الأمثلةِ المشهورةِ للأحجارِ الحجرُ الجيريُّ، والطباشيرُ، والحجرُ الرمليُّ.

يُصنفُ الجيولوجيونَ الأحجارَ على أسسٍ مختلفةٍ، لكنَّ أهمَّ هذه التصنيفاتِ وأنسبَها هو المَبْنيُّ على أساسِ طريقةِ التكوُّن، أو طبيعةِ النشأةِ.

 

وفي هذا التصنيفِ تنقسمُ الأحجارُ ثلاثَ رتبٍ:

أولا: أحجار ذاتُ أصلٍ ميكانيكيًّ (آليًّ)، أو مكيكانيةِ النشأةِ: وتلكَ هِيَ التي تنشأ من تراكُم الحطامِ أو الفُتاتِ الصخريَّ دونَ تدخُّل عواملَ كيميائيةٍ أو حيويةٍ في ذلك؛ ومن أمثلةِ أحجارِ الرتبةِ الآتي:

1- الرملُ والحجرُ الرمليُّ: الرملُ هو كلُّ صَخرٍ متفكَّكٍ أو غيرَ متماسكٍ، تختلفُ أقطارُ حُبيباتِهِ ما بين (1) مم ومم، وهذه الحبيباتُ إذا تماسكَ بعضُها ببعضٍ بواسطةِ مادةٍ طبيعيةٍ لاحمةٍ كوَّنتْ ما يُسمَّى بالحجرِ الرمليّ.

وقد تكون المادةُ اللاَّحمةُ سِليكا أو أكسيدَ حديدٍ، أو غيرَ ذلك؛ فيُسمَّى الحجرُ عندئذٍ حجراً رملياً سليكياً، أو حجراً رملياً حديدياً.

أمّا حُبيباتُ الحَجرِ الرمليّ فمُعْظَمُها من الكُوارتْز مع نِسَبٍ مُتَفاوِتةٍ أقلّ من مَعدنِ الفِلِسْبار.

 

2- الكُنْجَلمْرات والبريشة: هذانِ حجرانِ يتكونانِ من حُطام صَخريّ كبير نوعا ما في الحجم، كالحصى والجرول.

وهذا الحطام يكون متماسكا بموادّ لاحمة مختلفة، لكن إذا كان الحطام الصخري مستدير الشّكل، فالحجرُ المتكونُ منهُ هو الكنجلمرات، أما إذا كان ذا زوايا حادةٍ، فَالحجرُ المتكَونُ منهُ يُسمّى البريْشَةَ

ومثلُ هذهِ الأحجارِ إذا صُقِلتْ تُعطي سُطوحاً ذاتَ منظرٍ جميلٍ، وتُستعملُ أحجاراً للزينةِ.

 

3- الطّفلُ والصّلصالُ: هذان حجرانِ يتكونانِ من حُبيباتٍ معدنية دقيقةٍ جداً، قُطْرُ الحُبيبةِ الواحدةِ منها أقلّ من 1/16 مم فإن قلّ قُطرُ حُبَيْبةِ الحَجَر عن 1/256 مم، فهو الصّلصالُ، أمّا ما هُو أعلى من ذلك ودون 1/16 مم فهو الطفْلُ.

 

ثانيا: أحجارٍ ذاتُ أصل عُضويّ: وتلكَ هِي التي تَنشأ من ترّسُبِ بقايا الكائناتِ الحيّةِ؛ حيوانيةً كانت أم نباتيةً.

وتحتوي هذه الأحجارُ غالباً على حفرياتٍ تدلّ على أصْل تكوٌّنِ هذِه الأحجارِ؛ ومن أمثلةِ هذه الأحجارِ ما يأتي:

1- الحَجرُ الجيريُ وحجرُ الدّولومِيت: ويتّكوّنُ من الحجر الجيريّ أساسا مِن مَعْدنِ الكِلْسيت (كربونات الكالسيوم)، وقَد يكونُ هذا المعدنُ مُتَبَلوراً أو غيرَ كاملِ التبلُور.

وعندما يَحِلَّ محلَ بعْض الكالسيوم الذي بِهِ عُنصرُ المغْنيسيوم؛ يُسمّى الحَجَرُ حجرَ الدّولوميْت، ويُعدّ حينئذٍ من الأحجارِ الكيميائيّةِ النشأةِ، وقَد تتكوّنُ هذه الأحجارُ أساساً من الحفرياتِ، فيُسمى الحَجَرُ حَجَراً جِيّرياً حَفْريّاً، أو يُسمّى "كوكِينا").

 

2- الطّباشيرُ: وهذا حَجَرُ جيريّ، إلا أنهُ يتكونُ من البقايا الهيكليةٍ لأحياءِ بحريةٍ قديمةٍ دقيقةٍ جداً لا تُرى إلاّ بالمجهر. والطباشيرُ حجرُ ناعمُ الملمسِ يتركُ أثراً في اليدِ، ولذلكِ يُستَعمَلُ في الكِتابةِ على لوحاتِ التدريسِ وغيرِها.

 

3- الفوسفات: وهو من الأحجار الجيريةِ الغنيةِ بمادةِ فوسفاتِ الجيرِ الناتجةِ من تَحلُّلِ وتحّجرِ البقايا الهيكليةِ للحيواناتِ البحريةِ القديمة.

وأحياناً من تحلُّل وتحَجّرِ إفرازات هذهِ الحيواناتِ. ويُستغلّ حَجَرُ الفوسفاتِ في صِناعةِ المُخصّباتِ والأسْمِدةِ.

 

4- الفَحْمُ: يُعُّدُ مِنَ الأحجارِ ذاتِ الأصْلِ العُضويّ، ويتكونُ من بقايا النّباتاتِ التي تتعّرضُ بمرورِ الزمنِ الجيوليوجيّ إلى الضّغطِ الهائِلِ من أثرِ ما يتراكمُ فوقَها من رواسِبَ.

وكذلكَ من ارتفاعِ الحرارةِ من جَرّاءِ ذلكَ ومنَ الأعماقِ التي تَصِلُ إليها هذهِ البقايا في القشرةِ الأرضيّةِ.

وهذا الضّغطُ الكبيرُ وتلكِ الحرارةِ العاليةِ يُسبّبان تحجّرَ هذه البقايا وتحوّلِها إلى فحمٍ.

 

ثالثا: أحجارُ ذاتُ أصلٍ كيميائيٍّ، أو كيميائيةِ النشأةِ: وتلكَ هيَ التي تنشأ من ترسُّبِ محْلولٍ مُشبَّعٍ، كما في حالةِ الملحِ الصّخريِّ، أو من اختلاف الحرارةِ والضَّغْط؛ كما في حالة رواسِبِ الترافِرتين، التي تترسَّبُ حول فُوّهاتِ الينابيعِ الحارّةِ خُصوصاً.

كما في حالةِ أحْجارِ الصّواعِدِ والهَوابِطِ، التي تَتَرّسّبُ في كُهوفِ الحَجَر الجيريّ، نتيجةً لتَسَرّبَ المياهِ الجوفيةِ من سُقوفِها، فيؤدّي ذلك إلى خفةِ الضّغطِ الواقِعِ على هذهِ المياهِ.

وأيضاً يؤدي إلى انخفاضِ حرارتِها، فَيترسّبُ مُعظَمُ ما فيها من كربوناتِ الكالسْيوم على هيئةِ أعْمدةٍ ناتئةٍ من أرضياتِ الكهوفِ، أو متدلّيةٍ من سُقوفِها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى