تضاربات بين مؤيد ومعارض حول جاليليو

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

جاليليو التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

لعل إسم جاليليو من أكثر الأسماء شيوعاً في تاريخ العلم قاطبةً، غير أن الآراء كثيراً ما تتضارب حوله: منهجاً وإنجازاً!.

ففي الوقت الذي يذكرلنا بعض الكتاب فيه أن جاليليو كان تجريبياً وأنه صاحب (المنهج العلمي)، يؤكد آخرون أنه لم يتعلم شيئاً من خلال التجارب، وأنه لم يلجأ إلى التجربة إلَّا لكي يتحقق من نتيجة وصل إليها بالفعل عن طريق التدليل الرياضي والاستنتاجات القائمة على فروضٍ أولية.

وبينما يُضفي كثيرون على جاليليو لقب (أبو العلم الحديث) يقول البعض أن جُل ما حقَّقه من إنجازٍ علمي إنما ترجع أصوله إلى نهاية العصور الوسطى.

وبينما يتفق كثيرون مع الرأي القائل بأن جاليليو أحد (شهداء العلم)، يوافق آخرون على أن العقوبة التي أوقعتها عليه لجنة التحقيق الرومانية لم تتعد تحفظاً يحيط به التكريم وعتاباً هادئاً له قبل أن يموت على سريره!.

ويفسر (أ. برنارد كوهين)، أحد مؤرخي جاليليو، هذا بأن عالمنا كان يحيا في فترة خصبة تحدد نهاية العصور الوسطى وعصر النهضة وبداية عصر العلم الحديث.

ومن ثم فإن جاليليو كان شخصية (انتقالية)، إحدى قدميه في الماضي بينما تتحسَّس الأخرى طريقها إلى المستقبل.