تعريف مستوى “التسلسل المتعدد والمزدوج”
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
مستوى التسلسل المتعدد والمزودج العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
أما عن المستوى الثاني من مستويات التسلسل والمعروف باسم التسلسل المتعدد والمزدوج Double Seriation فالمقصود به ، وجود مجموعتين لهما نفس العدد من العناصر.
ويمكن ترتيب كل منهما طبقاً لتسلسل معين ، مثل مجموعة في الدمى في مقابل مجموعة من العصى وكلاهما مختلف الأطوال او مجموعة من الزجاجات ومجموعة من أغطية هذه الزجاجات وغيرها، ويشير بياجيه (Piaget, 1969) إلى ان المطلوب في هذا التسلسل هو أن يحدد الطفل العنصر الذي يقابل عنصراً آخر في مجموعة أخرى مقابلة.
أي أن الطفل عليه أن يقوم بإعداد نوع من المقابلة أو التناظر الترتيبي وليس مجرد التسلسل ، وقد توصل بياجيه إلى أن هذا النوع من التسلسل المزدوج يمر هو الآخر في ثلاث مراحل فرعية لا يمكن فهمها دون التوقف أمام مفهومه عن التناظر الآحادي أو المقابلة واحداً لواحد.
وهو المفهوم الذي يشير إلى معرفة الطفل أن مجموعة ما لها نفس عدد عناصر مجموعة اخرى مثل لكل طفل كعكة ولكل كوب طبق ولكل تلميذ كراسة وما شابه ذلك.
ويتفق الرياضيون على أن مفهوم المقابلة يمكن أن يجعل المفاهيم الرياضية مثل مفهوم العدد الكمي ، عدد الرتبة ، المقارنة العددية ، المجموعة ، وغيرها ، أسهل بكثير بالنسبة للطفل (Croft & Hess, 1975, P. 154).
وقد لاحظ بياجيه من خلال تجاربه المتعددة حول مفهوم المقابلة والتي كان يستخدمها لقياس كل من الثبات العددي والاحتفاظ وغيرها أن اطفال الفترة العمرية ما بين الخامسة والسابعة غالباً ما يدركون علاقة التناظر الأحادي وكذلك علاقات التكافؤ واكثر من واقل من (بدوى ، 84: 25) وقد كان ذلك مدعاة لاهتمامه بتتبع نمو مفهوم المقابلة واحداً لواحد لدى الأطفال.
حيث اوضح أنها تبدأ منذ المرحلة الحسحركية ثم تستمر حتى مطلع مرحلة العمليات المحسوسة ، كما درس أيضاً مفهوم تكافؤ المجموعات مبيناً أن نمو هذا المفهوم يمر هو الآخر عبر ثلاث مراحل ، حيث لا يستطيع الطفل في المرحلة الأولى فيما بين الرابعة والخامسة مقابلة عناصر مجموعة بعناصر مجموعة أخرى.
في المرحلة الثانية يتمكن الطفل من إنجاز المقابلة بين عناصر المجموعتين وإن كان لم يفهم بعد فكرة التكافؤ الحقيقي أو إثبات العدد ، ثم المرحلة الثالثة التي تيصل إلى حوالي السابعة من العمر (Piaget, 1964, P. 80).
ولقد درس بياجيه كذلك وهو بصدد دراسة تكافؤ المجموعات فكرة ثبات هذا التكافؤ أو الاحتفاظ به بصرف النظر عن تنظيم العناصر داخل كل من المجموعتين أو الحيز الذي تشغله كل منها (Klausmeier etal, 1974, P. 121).
وأوضح أيضاً أن هذا المفهوم له ثلاثة مستويات لا يتوصل الطفل إلى إنجازها إلى بتمكنه من ثلاث خصائص اساسية لا بد وأن تظهر في تفكيره وهي التعرف على الهوية المتماثلة بين الاشياء والمقابلة لإتمام عملية ما في عكس الاتجاه الذي أتمها به من قبل ، ثم التعويض بين خاصتين من خصائص هذه الأشياء. (Kamii & Devries, 1978, P. 402).
ومن خلال هذا العرض الموجز لمستويات عملية التسلسل من وجهة نظر بياجيه وكذلك لمراحل نمو وتطور كل منها نستطيع القول إن هناك بعض التوقعات الواضحة التي يمكن أن تكون محل الاختبارات المتعددة والتي تناسب المدى العمري الواسع الذي تناوله بياجيه في دراساته سالفة الذكر.
من هذه التوقعات مثلاً أن الاطفال لا بد وأن يجتازوا إختبارات أو مهام التسلسل البسيط قبل قدرتهم على إجتياز أي من مهام التسلسل المزدوج أو التسلسل بالتعدي.
وعكس هذا التوقع وهو أن من يجتاز مهام التسلسل المزدوج او التسلسل بالتعدي لا نتوقع أن يفشل في إختبارات التسلسل البسيط، توقع آخر مهم هو أن الأطفال فيما بين الثالثة والرابعة من العمر قد لا يستطيعون إجتياز أي من مهام التسلسل بمستوياته المختلفة ، حيث ما زالوا في مرحلة المحاولات العشوائية (Brainerd, 1978, P. 149).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]