علم الفلك

تفسير الملامح الجيولوجية للقمر

2013 دليل مراقب القمر

بيتر غريغو

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

يتجسد في وجه القمر تاريخ جيولوجي متغير ومُغْرِق في الزمن. حيث يتمثل في صخور صلدة وترى بوضوح عبر عينيَّة التليسكوب نتائج بضعة مليارات من سنين القصف الكويكبي والنشاط البركاني ونشاط قشرة سطح القمر. تكشف بعض العوالم الصلبة في النظام الشمسي هذا النحت الواضح المعالم لملامح تتزامن مع هذه الفترة الطويلة من التغيير.

لقد تعدلت طبوغرافية الأرض والمريخ والزهرة بسبب النشاط البركاني في الماضي القريب بالتزامن مع درجات مختلفة من الحركة القشرية وتآكل السطح. تقشرت آثار الصدمات الكويكبية المغرقة في القدم من سطوحها، ودفنتها الرواسب وشوهها النشاط القشري.

غير أن سطح القمر يخبرنا قصة شديدة الاختلاف. فالقمر لم يسبق أن كان له غلافاً كبيراً ليُحدث أشكالاً متنوعة من تآكل السطح، ولم يمتلك أو يحتفظ بقشرة رقيقة متحركة تشوَّه التقلبات العميقة لطبقة داخلية منصهرة دينامية. إنها حقيقة مرجحة أن عدد الملامح القمرية المرئية عبر التليسكوب أقدم من أكثر الصخور قدماً على الأرض- في الواقع، أقدم من الحياة الأرضية نفسها.

يبدو، للوهلة الأولى، سبب بعض ملامح القمر واضحاً. وتبدو الأشعة القمرية، مثلاً ، مثل خطوط أو صفائح مواد متناثرة من الحفر البركانية وقت تشكلها – وتلك هي هيئتها التي هي عليها. ولكن ليس من السهل استنتاج أصل الملامح/ الأشكال الأخرى: مثلاً، ما الذي سبب الهضبات المستديرة الغامضة المعروفة كقباب، أو الحواف المجعدة المتعرجة (الحيود البحرية القمرية) التي يلتف طريقها عبر البحار القمرية؟

حتى فجر استكشاف القمر وعودة العينات القمرية لدراستها على الأرض، وكانت المشكلة مع الجيولوجية القمرية ( أو علم القمر، لاستخدام مصطلح أقدم) أن مظهر طبوغرافية القمر – الدراسماتيكية والمفصلة رغم أنها لا تمثل إلا نصف الصورة.

الأمر مثل محاولات تفسير تقنيات رسم ريمبراندت من صورة فوتوغرافية لرسم هذا الغياب للأدلة الملية الملموسة لم يمنع أجيال علماء القمر من صياغة نظرياتهم وشرحها مكتوبة. تطلب الأمر عصر الفضاء لكشف أسرار القمر، بتصوير مفصل للقمر عن طريق دروان سفينة الفضاء ودراسة الصخور القمرية التي عادت بها الرحلات الفضائية الأمريكية والروسية.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى