توكيل آينشتاين لتنفيذ مهمة خاصة جداً
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
مهمة خاصة آينشتاين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
انتهى الفصل الأول من المسرحية ليبدأ الفصل الثاني. انتهى الفصل الأول الذي يحمل طابع البراءة، فصل العلم للعلم، ليبدأ الفصل الثاني، الفصل الذي يحمل طابع الشر من بدايته، فصل تسخير العلم في التخريب والتدمير، فصل اختفى فيه العلماء وراء الكواليس، وظهر فيه الساسة وأصبحوا هم المخرجين يحركون الخيوط ويديرون المواقف. وضاع العلم للعلم، وتاهت الإنسانية في الزحام.
وإذا كان أول من ظهر على المسرح في الفصل الأول هو آينشتاين، فإن بطل المشهد الأول من الفصل الثاني هو كذلك.
ولكن الأحداث لا تجري هذه المرة في ألمانيا بل في الولايات المتحدة التي هرب إليها البطل إبَّان حكم هتلر، وأصبح في المهجر من العلماء النابهين والمشهورين.
ويبدأ المشهد بمقابلة… بين ليوزيلارد وآينشتاين. ومن الأول هذا؟ إنه أحد علماء المهجر النازحين من أوروبا إلى العالم الجديد، وكان له نشاط ظاهر في الدوائر العلمية الأمريكية، إذ كان يتبنى الدعوة إلى ضرورة إنتاج قنبلة ذرية قبل أن يربح هتلر قصب السباق، وكانت مقابلاته العديدة في أمريكا لشحذ الهمم واستنفار القوى لهذا الغرض.
وكانت مقابلته لآينشتاين ليطلب منه القيام بمهمة خاصة جداً، مهمة ذات طابع سياسي علمي في آن واحد.
وأقنع ليوزيلارد آينشتاين بضرورة كتابة خطاب عاجل إلى رجل البيت الأبيض يوضح له فيه إمكانية إنتاج قنبلة ذرية.
الكُرة .. في ملعب المختصِّين
ووصل الخطاب إلى الرئيس الأمريكي روزفلت. فماذا هو فاعل؟ إن الأمر مُحيِّر. هي ينبذ الفكرة مما قد يتيح الفرصة للألمان بإنتاج القنبلة الذرية ويستخدمونها ضد الحلفاء ويضيع الغرب؟ أم يوافق عليها منتجاً سلاحاً رهيباً قد يعرِّض البشرية لخطرٍ عظيمٍ يتحمَّل هو وزره أمام التاريخ؟. ولم يدم التردد طويلاً…
وكان القرار حكيماً . رمى روزفلت الكرة في ملعب المختصين؛ إذ أعطى تعليماته بتأليف لجنة على وجه السرعة من كبار العلماء لبحث فكرة (شيخهم) آينشتاين على أن يكون رأي اللجنة استشارياً. ودرست اللجنة الموضوع من كافة جوانبه وجاء قرارها بالموافقة.
ونزل روزفلت على رأي اللجنة، ولحظتها صدرت التعليمات برصد الميزانيات وحشد الإمكانات وتوحيد الجهود والبدء الفوري لإخراج الفكرة إلى حيز التنفيذ.
وسار العمل بنجاح، وجاء ربيع عام 1941 لتقدم لجنة المتابعة تقريرها (المبشِّر بالخير) بأنه في غضون سنواتٍ أربع قادمة يمكن إنتاج قنبلة ذرية!. وتوالت الأحداثُ عاصفةً…
كانت الحرب العالمية الثانية يدور رحاها ويحمي وطيسها من غير أن تدلي أمريكا فيها بدلوها. وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]