جحود ونكران لفضائل العالم “جنر” من قبل بلده
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم جنر التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
لا كرامة (لنابهٍ) … في قومه!
ألا ما أروع التكريم الذي حظي به جِنَر عالمياً، وأما في وطنه.. نقول وأما في وطنه فإنه لم يعامل معاملة من وقا البشرية من ويلات داءٍ وبيل.
صحيح أن أصدقاءه التمسوا أن يكافئه البرلمان الإنجليزي بمبلغ ثلاثين ألف جنيه إسترليني. إلَّا أن المكافأة لم تُصرف إلَّا بعد أن انسلخت سنتان على هذا الالتماس وبعد أن خُصم منها ألف كضرائب، كما أنها راحت كلها في تغطية مصاريف عمله، حيث كان يطعِّم مئات الفقراء مجاناً كل أسبوع.
وبينما لقي كل التكريم والتشريف خارج وطنه، نجد أن جامعة أكسفورد ترفض منحه درجة الدكتوراة في الطب إلَّا إذا اجتاز امتحاناً في الآداب الكلاسيكية وهو، كما قال عن نفسه، ما كان ليؤدية حتى للحصول على التاج البريطاني!.
وفي الوقت الذي كان فيه توقيعه بمثابة جواز مرور وسبباً في إطلاق سراح الأسرى في البلاد الأُخر، لم يُعِر أحد في بلده التفاتاً لملتمسه إطلاق سراح الأسرى الفرنسيين في إنجلترا، كما أنه لم يستطع أن يجد عملاً لابنه جورج!.
كما أن عملية التطعيم التي ابتكرها والتي صارت إجبارية لمدة نصف قرن من الزمان في بلادٍ كثيرة لم تصبح كذلك في بلده إلَّا في عام 1853 حيث إن معارضيها أجبروا البرلمان على أن يعفي منها كل من يقسم أمام القاضي، بوحيٍ من ضميره، بأنه يعتقد أن التطعيم خطر على صحة أطفاله!.
وربما كان الشيئان الوحيدان اللذان نالهما في بلده فضلاً عن المكافأة هما إقامة تمثال له في لندن عام 1858 تخليداً لذكراه من أموال المكتتبين من الجمهور، ولقب (فارس) الذي خلعه عليه البرلمان الإنجليزي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]