التاريخ

حادثة إحراق القطار بواسطة “إديسون”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

إديسون إحراق القطار التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

إديسون.. يحرق القطار!

راجت الصحيفة وبلغ عدد النسخ التي توزعها عدة آلاف، إلا أن هواية الصحافة لم تُنسِ إديسون حُبَّه للكيمياء، بل إنه استغل أرباحه لعمل معملٍ كيميائي في ركنٍ آخر من عربة البضائع في القطار.

ويشاء القدر أن يتحوَّل الصحفي الناجح إلى مخترعٍ عبقري.. وربَّ ضارة نافعة: لقد تم هذا التحوُّل بواسطة حادثٍ بالغ القسوة كاد يودي بحياته وألحق به عاهاتٍ مستديمة من أهمها إصابته بضعفٍ في السمع ظل يشكو منه إلى آخر حياته.

كان إديسون يحتفظ في معمله الكيميائي بالقطار ببعض الأحماض الحارقة كحمض النيتريك وحمض الكبريتيك وغيرهما من الكيميائيات.

وكانت القطارات في ذلك الوقت تهتز كثيرا في سيرها، فسقطت قوارير الأحماض الكاوية وحرقت ما تحتها وامتدت النيران لتحرق كل ما تصل إليه.

وتصاعد دخان كثيف من عربة البضائع وفزع الركاب كما فزع حارس القطار واشتد فزعه حين علم أن مختبر إديسون كان هو السبب في الحريق.

وبينما القطار يتهادى ليتوقف في إحدى المحطات، وما كاد يفعل حتى اندفع حارسه إلى إديسون وكان وقتها في الخامسة عشرة من عمره وانهال عليه ضرباً في وحشية، إذ صفعه بكفية على أذنيه عدة مرات ثم حمله وألقى به على رصيف المحطة هو ومعمله ومطبعته تصحبه أقذع الألفاظ وأبذأ السِّباب. ولما تمكنوا من إطفاء الحريق واصل القطار سيره من جديد.

 

على … الرَّصيف!

أفاق إديسون ليجد نفسه ملقىً على رصيف محطة السكة الحديد وبجانبه حطام معمله ومطبعته.

ولما كان ماكنزي رئيس مكتب تلغراف محطة مدوست تلك رجلاً طيب القلب، فقد تألَّم كثيراً لما شاهد حارس القطار وهو يعتدي بوحشية على ذلك الفتى.

واسى ماكنزي الفتى إديسون وأدخله مكتبه. وفي المكتب علم – بشجاعة فائقة من إديسون وبقدرةٍ نادرةٍ على الاعتراف بالخطأ- تفاصيل ما حدث.

ومن بين هذه التفاصيل اهتمامه البالغ بالنواحي العلمية كالكيمياء والتلغراف. واستمع ماكنزي في شبه ذهول إلى التجارب التي أجراها إديسون بالنسبة للتلغراف بالذات، وكيف أنه أنشأ خطاً تلغرافياً خاصاً بينه وبين أحد أصدقائه في مدينة بورت هيورن.

ومن ثم عرض عليه أن يعمل معه في مكتب التلغراف فقبل إديسون العرض شاكراً فلعلها فرصة يدرس فيها التلغراف دراسةً متعمقة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى