العلوم الإنسانية والإجتماعية

حالة العلم والتقانة في بلدان جنوب شرق آسيا وحافة المحيط الهادي

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

العلم والتقانة العلم والتقانة في بلدان جنوب شرق آسيا العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

في عام 1965، نظمت اليونسكو المؤتمر الأول لسياسة العلم وإدارتها في آسيا.

واستطاع المؤتمر، الذي عقد في أستراليا، برعاية من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO)، أن يجتذب عدداً من الشخصيات العلمية الرئيسية، التي برهنت على دور فاعل في مكانة العلم بآسيا.

فقد كان من بين الحضور مثلاً عبد الرحمن، أحد مهندسي التخطيط للعلم في الهند، وسيريل بونّامبيروما، رجل المبادرات في بحوث العلوم الأساسية في سريلانكا، وهيانك – ساب تشوا، مؤسس المعهد التطبيقي الكوري للعلم والتقانة (KAIST)، ومهندس سياسات العلم والتقانة التي تلت في الجمهورية الكورية.

وقد عكس وجود هذه الشخصيات العلمية التوتر القائم بين الآراء المتباينة في ما يتعلق بالعلم، والتي تم إخراجها إلى حيز الوجود في استراتيجيات التنمية الآسيوية التي تلت – بدءًا من العلوم المخطط لها تخطيطاً شاملاً من قبل الدولة، إلى مقاربات القطاع العام المتغاضية والمقسرة للعلم، إلى مقاربة الهندسة الصناعية العكسية التي يحركها الطلب، والتي ميزت تنامي الجمهورية الكورية.

 

ولقد كانت اليابان، حين انعقاد المؤتمر في المراحل الأولى من تطويرها استراتيجية تقانية تقودها الجودة، في حين أن كوريا كانت لا تزال في مرحلة مبكرة من بناء البنى التحتية الأساسية للانتعاش الاقتصادي إثر الحرب الكورية، والاحتلال الياباني الذي سبق ذلك.

أما الصين، فكانت بلداً مغلقًا أسيرة سياسات "القفزة الكبرى إلى الأمام" في تحكم الطبقة العاملة في التقانة الصناعية. وفيما عدا منظمات للبحث العلمي ذات طرز مستوحاة من النظام البريطاني، والتي تركز تركيزًا أساسيًا على الزراعة، فإن البحث العلمي لم يكن له وجود في منطقة جنوب شرق آسيا كلها.

ومع أن أستراليا ونيوزيلندا كانتا وريثتي طراز للبحث العلمي عامّي القطاع واستعماري الأساس، فقد كانت لديهما مؤسسات للبحث العلمي عالية الجودة، إنما ذات تأثير ضئيل في التنمية الصناعية ) Hill, 1992).

وكان جنوب شرق آسيا، في تلك الأثناء، أشد الاقتصاديات فقرًا. وباستثناء سنغافورة، فإن التصنيع كان يمثل أقل من ربع الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، وأقل من 6% من الصادرات (وحدة تحليل شرق آسيا، 14:1992).

 

وفي أوسط عام 1990، تغير الوجه الاقتصادي لآسيا تغيرًا دراميًا، وأضحى الالتزام بالعلم والتقانة-كقوة دافعة أساسية-التزاما قويًا.

وتمتلك آسيا حاليًا، ككينونة إقليمية، الإمكان الاقتصادي والتقاني لتؤدي في القرن الحادي والعشرين دورًا مهيمنًا في الاقتصاد العالمي.

بيد أن على الملاحظ إدراك أنه لا يوجد وراء المعجزات الاقتصادية التي تحققت في كل من اليابان وجمهورية كوريا وتايبيه الصينية، وما يوصف أحيانًا "بالنمور الآسيوية"، أو بما يعرف من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا (OECD) "بالاقتصادية الآسيوية الدينامية"، رواية واحدة عن آسيا، بل شبكة معقدة من روايات العلم والتقانة، تعكس كل منها تباينًا في الثقافة الوطنية والتاريخ والوضع التنموي القائم.

بناء على ما تقدم، فإننا في عرضنا لحالة العلم والتقانة في القسم الشرقي والجنوبي الشرقي للمنطقة الآسيوية –حافة المحيط الهادي-سنسعى إلى توضيح بعض الدوافع وبعض المعوقات التي تخص المنطقة.

ونقدم، في الوقت نفسه، لمحات على الأقل، عن التنوع الذي يشكل، هو الآخر سمة أساسية لآسيا وهي على حافة نهاية الألف الثانية

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى