حزن إديسون الشديد على وفاة أمه وزوجته
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
حزن إديسون التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
غدر الزمان…
(لم أكن أعرف للحزن معنى حتى ماتت امي الحبيبة التي صنعتني على عينها، وها هي أحزاني تتجدَّد بموت زوجتي ماري التي هي في أخلاقها وصفاتها مثل أمي).
ماتت السيدة نانسي وابنها البار بها يفصله البعد عنها، ولكنها أغمضت عينيها وهي راضية عنه كل الرضا.
وبلغ الخبر الابن البار فاسودَّت الدنيا في وجهه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت وابيضت عيناه من الحزن ولم يجد له ملاذاً غير قبر الراحلة الغالية يذرف عليه الدمع الثخين.
كانت الوفاة في عام 1871 وعمره إذ ذاك أربعة وعشرون عاماً. وقد بلغ إديسون هذا العمر ولم تشغل فتاة واحدة قلبه، فقد كان منصرفاً بعقله وجوارحه إلى القراءة والتجريب والبحث والتنقيب.
وخفق القلب. لمن؟ ماري ستيلول.. فتاة لطيفة هادئة في الثامنة عشرة من عمرها تدير مكتبه، أحبها وأحبته وتزوجا. كانت ماري نعم الزوجة وكأن الله سبحانه أرسلها له عن أمه عوضاً، تغمره بحنانها وتمده بدفئها.
ولم تدم السعادة، وهي دوماً كذلك! لقد ماتت ماري في عام 1884 بعد مرضٍ لم يُمهلها طويلاً وبعد أن أحضر لها إديسون أبرع الأطباء الأمريكيين وأمهرهم ولكن امر الله نفذ.
تألم إديسون كثيراً لفقد زوجته فقد أهاج لديه شجون الذكرى الحزينة لفقد أمه منذ أربعة عشر عاماً وقد قضى وقتاً طويلاً بعد موت الراحلة الحبيبة ماري وهو يفكر بعمق في سر الروح وأين تروح بعد موت الجسد.
وكان اهتمامه بالأرواح وتفكيره فيها هو الذي جمع بينه وبين زوجته الثانية، مينا ميلر، التي تزوجها بعد رحيل الأولى بسنواتٍ ثلاث.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]