خاصية “نور القمر”
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عند مشاهدة القمر البدر المشرق في جوف السماء يصعب تقبل فكرة أن القمر التابع لنا هو أحد العوالم الأقل انعاكساً في النظام الشمسي بأكمله. فله ألبيدو متوسط (قدرة عكس الإشعاع) بمقدار 0,07 – فقط 7 من كل 100 فوتون تضرب سطح القمر ترتد في الفضاء.
ويختلف نطاق الألبيدو للبحار القمرية بين 0,05 و0,08، في حين يكون نطاق الألبيدو للنجود الأكثر إشراقاً من 0,09 إلى 0,15. وشدة نور القمر هي فقط 0,25 لَكْس (وحدة إضاءة تساوي لومن للمتر المربع) – وهو ربع شدة احتراق الشمعة القياسية الموضوعة على بعد متر. لو كان القمر كرة ملساء، لكان معدل الألبيدو له أعلى بقليل. غير أن سطح القمر خشن وغير منتظم، ولأن الظلال التي تسقطها هذه الأشكال عموماً، فإن بريق قمر النصف في الربع الأول أو الأخير ليس نصف قيمة القمر البدر كما يتحدد بمساحته، ولكن فقط.
إن ضوء الشمس هو أكثر بريقاً بنصف مليون مرة مما يبدو عليه القمر البدر. إن المناظر الطبيعية الأرضية المغطاة بضوء القمر لها مظهر شبحي أحادي اللون لأن المشهد ليس براقاً بما يكفي لإثارة جميع مستقبلات الألوان في العين البشرية.
وفي المرة التالية التي يقع فيها بصرك على القمر، توقف للحظة وفكر بالتابع الطبيعي الوحيد للأرض- حجمه، بعده ومداره – وتأمل أنه لولا وجود هذا القمر التابع الكبير المشرق مصاحباً للأرض لكانت الثقافة البشرية أفقر بشكل لا يمكن حسابه. وفي الواقع ربما لم تكن الحياة نفسها قد بدأت إطلاقاً دون جاذبية القمر وموجات مد المحيط التي يسببها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]