دراسات تبين ظاهرة تسرب النساء من الميادين العلمية والتقانية
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
تسرب النساء من الميادين العلمية والتقانية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
تُواجَهُ الجهود الرامية إلى إشراك نساء إلى مجال العلم والتقانة بحقيقة أن نسبة كبيرة من البنات والنساء يخرجن طوعًا من المنظومة الرسمية للعلم والتقانة عقب دخولها.
إنَّ تناقُصَ وبطالة الأشخاص المدربين تدريباً عالياً ظاهرة مكلفة للمجتمع وفيها تبديد كبير للموارد.
فمثلاً، هناك فرق هائل بين عدد الطالبات الملتحقات بالجامعات وعدد النساء في هيئات التدريس بهذه الجامعات، إذا أخذنا كل العوامل المؤثرة في الاعتبار (انظر الشكل 3).
وحتى في البلدان التي لديها سجل جيد في معالجة القضايا الجنسانية يمكن أن يكون الرقم منخفضاً جداً، إلى حد يدعو إلى الدهشة؛ ففي النرويج مثلاً، تبلغ نسبة النساء بين أساتذة التعليم العالي 9% فقط. والفرق بين عدد النساء وعدد الرجال من أساتذة العلم والتقانة أكبر من ذلك بكثير.
لماذا لا يجتذب الوسط العلمي والتقاني النساء المؤهلات تأهيلاً عالياً ويحتفظ بهن؟ تعزو الدراسات التي أجريت في البلدان النامية هذا التناقص إلى التكييف الاجتماعي – الثقافي.
فالزواج المبكر والحمل في سن المراهقة والممارسات الاقتصادية، بما في ذلك الأعراف المتصلة بوراثة الأراضي، التي تحابي الأولاد الذكور، تؤدي إلى ضعف الإرادة والموارد المتاحة لدعم تعليم البنات. كما أن المسؤوليات والأعباء المنزلية الثقيلة وتوزعها غير المتناسب تستنزف طاقة البنات وتحدُّ من الوقت المتاح لهن للدراسة أو لعمل مأجور ومعترف به. وهذه العوامل مجتمعة تعوق تعليم البناء سواء في بلدها أو خارجه.
وظاهرة استبعاد البنات والنساء من ميدان العلم والتقانة ليست قاصرة على البلدان النامية وحدها. فقد تبين من دراسة أجريَتْ حديثًا في الولايات المتحدة الأمريكية أن ثمة سلسلة من المنعطفات تخرج عندها البنات والنساء من ميدان العلم (انظر الشكل 4). وعند كل منعطف كانت النساء تخرج من ميدان العلم بنسب أعلى بكثير من نسب خروج الرجال.
لقد أُجريَتْ حديثًا دراسات استطلعت ظاهرة التسرب هذه في أوساط التعليم العالي والأوساط الأكاديمية. فسجلت دراسة أجريت على النساء العاملات في علم طب الأعصاب في الولايات المتحدة أن نسبة البنات بين الطلبة الذين دخلوا كليات الدراسات العليا كانت 45%.
ولكن في حين يتم إمداد هذا المجال في البداية بعدد كبير من النساء يقارب عدد الرجال، فإن نسبة التسرب عالية جدًا. فلم تزد نسبة النساء الحائزات الدكتوراه على 38%؛ ثلث هذا العدد يواصل الدراسة بعد الدكتوراه، وأقل من 18% منهن يحصلن على وظائف دائمة (Barinaga, 1993).
وفي الولايات المتحدة درست المؤسسة الوطنية للعلوم هذه الظاهرة على مدى فترة من الزمن؛ فوجدت أنه على الرغم من الجهود الرامية إلى اجتذاب النساء إلى العلوم ارتفعت نسبة النساء الحاصلات على الدكتوراه من 21% إلى 28% فقط بين عامي 1979 و 1989.
وبعبارة أخرى، ينبغي تعزيز "استراتيجيات جانب العرض" باستراتيجيات أخرى. فمجرد زيادة عدد الملتحقات بالدراسة لا يجدي إذا ظل التسرب مستمرًا. وهناك حاجة واضحة إلى التركيز على تغيير سياسات وبرامج الهياكل المؤسساتية التي يتم فيها العلم.
وقد تبنى تقرير أستراليا (أستراليا، 1994)، كواحد من المبدأين اللذين قام عليهما بحثه لقضايا الجنس في العلم والتقانة، ضرورة التحول في الأمثلة المستخدمة عن طرح سؤال "ماذا جرى للبنات والنساء؟"، إلى طرح سؤال" لماذا لا تستأثر بيئة العلم والهندسة والتقانة باهتمام البنات والنساء ولا تستبقيهن؟"
وهذا التحول في المنهج من اعتبار الأمر ناشئًا عن تقصير من جانب البنات والنساء إلى اعتباره ناشئًا عن تقصيرٍ في مجال العلوم وتدريسها، مهم بصورة متزايدة لتحقيق المساواة في المعاملة بين النساء والرجال، ولتمكين العلوم من الاستفادة من القدرات التي يمكن أن تقدمها النساء في مجال العلوم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]