البيئة

دور الانفجار السكاني في نقص الغذاء

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

دور الانفجار السكاني في نقص الغذاء البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

لا تقتصر مشكلة الغذاء على عدم وجود الحد الأدنى من القدر الكافي في الغذاء الذي يحتاجه الإنسان، ولكنها تمتد لتشمل سوء التغذية (أي عدم توافر العناصر الغذائية الأساسية) وعدم تحقق الأمن الغذائي (أي أن الدولة لا تضمن دائما الحصول على ما تريد من أي نوع أو كمية بصورة منتظمة، وفي الوقت الذي تريده، على الرغم من قدرتها على دفع التكاليف اللازمة لذلك).

ورغم ما يثار حول نقص الغذاء واجتياح المجاعات للعديد من الدول النامية، فإنه يجب إعادة النظر في الإمكانيات المتوفرة في هذه الدول الفقيرة ومساعدتها بشكل جدي لتجاوز محنتها، وجزء كبير من هذه المسؤولية ملقى على الدول النامية ذاتها، وجزء آخر ملقى على الدول المتقدمة.

فقد تلقى الدول المتقدمة مئات أطنان الحبوب في البحار كغذاء للأسماك، كما تلقى أطنانا اخرى من الأجبان واللحوم والألبان، وذلك للمحافظة على الاسعار في مستوى معين. 

 

وتدفع هذه الدول للمزارعين مئات الملايين كإعانات لهم للتقليل من المساحات المزروعة، حتى لا يفيض الإنتاج ويتعدى الحد المسموح به.  كما أن الدول المتقدمة تقدم إعاناتها للدول الفقيرة في شكل مواد استهلاكية.

 فلماذا لا تتم هذه الإعانات على شكل تدريب ومساعدة لأهل البلاد الأصليين على كيفية استصلاح الأراضي، واستخدام التقنيات الحديثة التي تزيد من الموارد البيئية؟

 

وهذا لا يعفي الدول النامية من العبء الذي يجب عليها القيام به لمواجهة الزيادة السكانية الكبيرة.  ومن هذه الأعباء استصلاح الأراضي الصالحة للزراعة، حيث تقدر مساحة الأراضي القابلة للزراعة في العالم الإسلامي (كجزء كبير من العالم النامي) بنحو 2200 مليون هكتار، ولكن (مع الأسف) لا يزرع منها سوى 242 مليون هكتار، كما أن الوسائل المستخدمة في زراعة هذه الأراضي بدائية جدا. 

ومما يزيد من حدة المشكلة ان معدل إنتاجية الهكتار الواحد من الحبوب في الدول الإسلامية لا يتعدى طنا واحدا، بينما يتجاوز ذلك ليصل إلى خمسة أطنان في معظم البلدان المتقدمة. 

كما أن بعض الدول الإسلامية لا تستغل ما يوجد فيها من أنهار (دجلة والفرات والنيل) الاستغلال الأمثل، حيث يتم فقد أجزاء كبيرة من الماء العذب في البحار، كما أن بعض أنهار العالم الإسلامي أصبحت مصدر خطر يهدد مساحات شاسعة من الاراضي المزروعة بسبب الفيضانات، التي يمكن الوقاية من أضرارها بإنشاء السدود على هذه الأنهار.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى