دور البحث العلمي في عملية الاستئصال
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إستناداً إلى البرامج الدولية والاقليمية المتعددة التي حاولت التخلص من أو استئصال الأمراض، يستعرض هذا الفصل ما سبق تعلمه حتى الآن، ويحدد الثغرات في المعارف ويبرز الفرص للتعلم والنقاش.
فقد ظهر الدور المركزي الهام للبحث بكل وضوح في المحاولات التاريخية للتخلص والاستئصال، كما ارتبطت قلة البحث العلمي أو انعدامه بنكسات البرامج وفشلها.
وتحددت المواضع التي تكررت حول احتياجات البحث في مبادرات الاستئصال والإزالة ورسمت مقاربة لتحديد وتوضيح وتلبية هذه الاحتياجات.
بالإضافة إلى المراقبة الكاملة والإدارة الانضباطية فقد حددت قوة أداء المهمات لاستئصال الأمراض البحث العملياتي كعنصر رئيسي لنجاح برنامج استئصال أو إزالة، لأن "معيار النجاح في برنامج الاستئصال ليس غامضاً ولا توفيقياً" (CDC 1993b:3).
فالبحث العلمي يجب أن يكون استطلاعياً في أدائه وتراجعياً؛ ويجب أن يركز على المجالات الرئيسية التي يمكن للبرنامج أن يفشل فيها، ويؤسس على المراقبة الدقيقة والتقييم – وينظر دائماً بذهن انتقادي نحو الأعمال المضافة والحاجات التي يجب القيام بها. وأخيراً فإن البحث يحتاج إلى القدرة المتجددة على حل المشاكل من القاع صعوداً ومن القمة فنزولاً.
مقـدمـة
تطور البشر سريعاً، وأنجز أشياءً لم يكن تصورها ممكناً في القرن الماضي. هذا التقدم قد غير كوكبنا، وجعلنا أغنياء بالخبرات والمعارف، إضافةً إلى تحديات جديدة.
ومع ازدياد الاتصالات في أنحاء العالم، فإن الانتباه والوعي للأمراض وكيفية تأثيرها على السكان قد ازداد أيضاً. وأدى ذلك إلى وجود أهداف طموحة بالتخلص من عوامل ممرضة مختارة أصابت البشر، وحددت صحتنا كعنصر بشري وسببت لنا الألم والمعاناة المريرة.
أولى جهود استئصالنا الناجحة كانت للجدري حيث فيه تحقيق كثير من الأهداف الجديدة التي وضعت أمامنا.
فقد كانت قائمة الأمراض والحالات مع الأهداف المحددة للإزالة أو الاستئصال طويلة ومنوعة.
أما تعريفات الإزالة والاستئصال عملياً بالنسبة لمختلف الأمراض فكانت نقطة خلاف والتباس. فبغض النظر عن العديد من الدروس الحاسمة المفيدة التي استقته من التحديات التي واجهناها فإنه يجب أن تطبق في البحوث المطلوبة لتحسين البرامج، من أجل زيادة احتمال النجاح بهذه المجازفات.
تتغير البحوث مع الحاجة إلى المعلومات ومع تطور البرامج ونضوجها مع الوقت. ومفتاح سرعة هذا التطور والتلاؤم يتعلق بالبحوث التي تجري لدعم البرنامج أو جدول الأعمال فيه.
كما تستخدم المعلومات لوضع الأهداف الأولية واستراتيجيتها؛ ثم تستخدم المعلومات الجديدة لتعديل البرنامج عندما تنشأ أثناء عملنا معضلات وحواجز أمام النجاح. وبالمراقبة الفعالة والتقييم نستطيع أن نحدد هذه المعضلات ونقيم البحث الملائم للتغلب على المشاكل.
وقبل الشروع في برنامج ما يمكن رؤية الأنماط في المعضلات التي سبق أن عاقت البرامج في الماضي، كما يمكن استخدام هذه الأنماط لوضع برنامج عمل بحوث مقبلة دعماً لأنشطتنا واستراتيجياتنا. أما النكسات الأخرى التي تعزى لأحداث غير متوقعة فتتطلب استجابة أكثر تفاعلاً ومقاربات جديدة للتغلب عليها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]