دور التمكين لميدان العمل في برامج الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

لا أحد يعرف المكان أفضل ممن يعيشون ضمنه وبذلك يكونون جزءاً من حضارته.

فالملاحظات والتعلم من خارجه يمكن أن تساعد في تكوين منظور وموضوعية، ولكن بعض أكثر الأمور ادهاشاً يمكن أن تحدث من سكان الميدان الذين يبتكرون ما يخدمهم.

وكمثل على ذلك، فخلال إدخال اللقاح الياباني (JE) حديثاً في 2006 إلى الهند لعلاج التهاب الدماغ، كان يعتقد من قبل كافة الخبراء العالميين أن ذلك الإدخال مستحيل ولأسباب وجيهة: لم يسبق أن أدخلت الهند لقاحاً جديداً، ولم يسبق أن أجروا حملة تلقيح بالحقن، ولم يكن يتوفر تمويل خارجي، وكانت كمية اللقاح المتوفرة تأتي من الصين، كما أن JE لم تكن له الأفضلية عالمياً.

إذ أنه كان محلياً وصناعة وطنية. كل هذه الموانع تم التغلب عليها في فترة ثمانية أشهر من الزمن لمنع المزيد من تفشي التهابات الدماغ، والذي انطلق عندما لفت الأنظار في العالم تفشي موسمي له، وجرت الأعمال في خلفيته لتوفير المعلومات الداعمة لاتخاذ قرار بشأنه.

وخلال هذا النهج الديناميكي جرى الكثير من الإبداع والتجديد على المستوى الميداني للاعداد لإدخاله. وعلى المستوى الوطني، أي في جميع أنحاء البلاد، كانت تناقش إجراءات السلامة بالمناعة والتخلص من القمامة، ويجرى الجدال حولها لعدة سنوات.

ومن بين المواضيع التي دار حولها جدال حاد قواطع الابر، لإزالة الحدة (الابرة) من المحقن وتخفيض حجم قمامة القطع الطبية الحادة للتخلص منها. ولقد استهدفت حملات JE أكثر من 9 ملايين طفل في السنة الأولى من العمر.

ولقد ساد القلق حول ما سيجري عمله بشأن حجم قمامة القطع الطبية الحادة. فاستلزم توفير حالة سلامة، أما في ولاية غرب البنغال فقد طلبوا قواطع ابر، التي أعلموا بأنها غير متوفرة على المستوى المركزي بسبب المجادلات المستمرة. لذلك فقد أنتجوا قواطعهم الخاصة لاستعمالها في حملاتهم بصنع علبة بلاستيكية مزودة بقاطع أسلاك (الشكل 1.6).

وبهذه الطريقة يمكن التخلص من الابر كقطع حادة، مما يخفض قمامة القطع الحادة إلى أكثر من 90 %. وكان هذا الابتكار شديد الفعالية واقتناه الكثيرون في الأسواق المحلية.

فالدرس هنا مضاعف: فما قد يبدو مستحيلاً على المستوى العالمي أو القومي يمكن أن يتحقق عندما تعبأ الجماعات المتضررة أو المستفيدة.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الابتكارات ضمن الميدان يمكن أن تشخص الحلول، التي غالباً ما تقلل من الأكلاف، والتي لم تكن واردة لو كانت على المستويات المركزية من البلاد.