البيئة

دور المؤشرات الجيولوجية في قياس التغيرات البيئية السريعة

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المؤشرات الجيولوجية قياس التغيرات البيئية السريعة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

ثمة حاجة إلى مؤشرات موثوقة لقياس حالة البيئة وتقييمها مثلما يستخدم الأطباء ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم في الكشف عن صحة الإنسان، ومثلما يستخدم الاقتصاديون مؤشر الناتج القومي الإجمالي لقياس الاقتصاد الوطني.

ويعمل الاتحاد العالمي للعلوم الجيولوجية على تطوير عدد من المؤشرات الجيولوجية لقياس التغيرات البيئية السريعة من أجل مراقبة حالة البيئة على المدى الطويل وفي تحديد حالتها الراهنة.

وتقيس المؤشرات الجيولوجية حجم وسرعة واتجاهات السيرورات والظواهر البيئية التي تحدث قرب سطح الأرض عبر فترات تصل مدتها إلى مئة عام أو أقل، والتي قد تتباين بصورة جوهرية وتساعد على فهم التغيرات البيئية السريعة.

وتقيس المؤشرات الجيولوجية الأحداث الخطرة المفاجئة، وتلك التي تتطور ببطء وتظهر آثارها عبر عمر الإنسان. وتتباين هذه المؤشرات، فمنها ما هو معقد ومكلف، ومنها ما هو بسيط قليل التكاليف.

 

تتوافر في الوقت الحاضر مؤشرات معيارية لتعرّف الزلازل وتقييمها. وتشمل المؤشرات الجيولوجية الأخرى ما يلي:

– حصر النباتات والمجتمعات الساحلية بالعين المجردة بهدف إجراء تقييم سريع لمدى ثبات الشواطئ والخطوط الساحلية واستقرارها؛

– أنماط نمو المرجان التي تنطوي على معلومات تفصيلية عن التغيرات في حرارة الوسط وملوحته، وكذلك خواص المواد التي تحملها الأنهار الرئيسية.

– انبعاث الغازات والسوائل من الأرض، وكذلك التغيرات السطحية غير الطبيعية، التي يمكن الاستفادة منها للتحذير من ثوران البراكين المحتملة.

 

يمكن استخدام محطات مؤتمتة لمراقبة البيئة في المناطق الطبيعية التي تسمح بذلك وحيث يتعذر استعمال أجهزة المراقبة الاعتيادية وتصلح سجلات المحطات هذه لتعرّف التغيرات الآنية والبعيدة المدى.

وتشمل هذه التغيرات المرجان ورسوبيات المغارات والمياه غير المشبعة وحرارة طبقات التربة تحت السطحية.

وفي سعينا إلى المحافظة على ديمومة الموارد فإننا لا نستطيع إغفال تطوير المؤشرات البيئية الرئيسية، وتوافر الحد الأدنى من قاعدة البيانات الضرورية لقييم المتغيرات في سيرورات التعرية ومستوى سطح مياه البحر وجريان الأنهار وكيمياء  المياه وسيرورات الأرض الأخرى التي تؤثر في الأنظمة البيئية وأوضاع الحياة السليمة للإنسان.

وحتى لو عجزنا عن التنبؤ، بدقة، بالتغيرات البيئية في الوقت الحاضر فإن قاعدة البيانات، التي يمكن جمعها عن التاريخ الجيولوجي لأي منطقة، هي في غاية الأهمية، إذ يمكن الاستفادة منها في  تحديد نقاط البداية المحتملة لأي مفاهيم أو أنماط قد نحتاج إليها في المستقبل.

للحصول على مزيد من التفاصيل حول المؤشرات الجيولوجية يمكن الرجوع إلى الكتاب بعنوان "المؤشرات الجيولوجية للتغيرات البيئية السريعة" Geological Indicatoros of Rapid 

(Environmental Change, Rotterdam Balkema (1996

 

ملاحظة أخيرة

يصعب التمييز بين العمليات الطبيعية وتلك التي يسببها الإنسان، إذ ليس بالإمكان دائما الفصل بين الآثار البيئية للأنشطة البشرية من جهة وما ينتج من ديناميكية العمليات الطبيعية من ناحية أخرى والتي تحدث حتى في غياب الإنسان.

فالصحارى ليست من عمل الإنسان لا غير، كما أن التغيرات المناخية السريعة ليست جديدة. وستظل العمليات الطبيعية في كوكب الأرض تؤثر في المجتمع. كما وإن تحسين سياسات استخدام الموارد وإداراتها قد لا يعكسان بالضرورة التغيرات التي سببتها السيرورات الطبيعية.

إن علم الأرض يؤدي دوراً مهماً في تحديد المشكلات البيئية وفي فهم أسباب التغيرات المناخية والتنبؤ بأخطارها المستقبلية ووضع الحلول لها؛ إلا أنه مع ذلك كله، لا يقدم حلولا شاملة لتلك القضايا، ولا يكفي وحده من اجل معالجة الأخطار الطبيعية.

فهناك حاجة إلى تكاتف جهود وسائل الإعلام والمخططين وأصحاب القرار السياسي والجمهور بشكل عام، حتى يصبح بالإمكان تطبيق برامج التنبؤ الصحيحة بكفاءة، وتحسين التصرف إزاء السيرورات الطبيعية، وبالتالي التقليل من أخطارها.

ويشكل فهم الإنسان للبيئة والسيرورات التي تتحكم فيها جزاءً من المعالجة، إذ إن العلم وحده لا يجيب عن جميع الأسئلة، ولكنه جزء من مجهودنا لفهم المعضلة وتقديم الحلول لها، وهو في نهاية المطاف ليس " وصفة تقانية سحرية ".

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى