التاريخ

دور تقدم الاقتصاد في ازدهار المدن الصحراوية

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التاريخ علوم الأرض والجيولوجيا

في الاقتصاد المعقد والمتقدم للولايات المتحدة، استُخدمت المستوطنات في المناطق شبه الجافة لأغراض عديدة للغاية. والكثير من صحارى أميركا الشمالية والصحراء شبه الجافة المحيطة بها لم تكن جذابة للزراعة إبان توسع الولايات المتحدة نحو الغرب.

وبحلول الخمسينات من القرن الماضي، على أي حال، سيطرت السدود على تدفق المياه من الأنهار الرئيسية كما أن طرق الري الحديثة دعمت الولايات الغنية بالبساتين والأراضي الصالحة للزراعة، وجعلت من الممكن تحقيق نمو في مدن مثل لاس فيغاس وفينكس.

وجعلت مستويات المعيشة المرتفعة بعد الحرب العالمية الثانية من الممكن بالنسبة الى الملايين من الأميركيين الانتقال للعيش في حزام الشمس –جنوبي وجنوب غربي الولايات المتحدة- في ولايات مثل كولورادو وكاليفورنيا وتكساس ونيو مكسيكو وأريزونا ونيفادا.

وقد قاد هذا الاتجاه كبار السن الذين كانوا يسعون الى أماكن أكثر دفئاً من أجل حياة التقاعد، وحيث يكون في وسعهم ممارسة الرياضة في ظروف مناخية مناسبة. وأصبحت السياحة والترفيه صناعة متزايدة الأهمية في حزام الشمس (Sun Belt).

 

كما نمت المدن الصناعية أيضاً لأن المناخ الجاف كان ملائماً لصناعات معينة، وأشعة الشمس مستحبة من جانب القوى العاملة. ويعكس النمو السريع في فينكس وأريزونا هذه التطورات. وكانت امدادات المياه في فينكس قد تحققت بصورة ثابتة في الأصل من خلال بناء سد تيودور روزفلت على نهر «سولت» في عام 1911، غير أنه بحلول حقبة الخمسينات من القرن الماضي، ونتيجة بدء استخدام أجهزة تكييف الهواء الى حد كبير، ازداد عدد السكان بسرعة، واتسعت مساحة المدينة من 44 كيلومتراً (17 ميلاً مربعاً) الى أكثر من 500 كيلومتر (حوالي 200 ميل مربع) في أواخر الثمانينات من القرن الماضي.

وقد اقتضى هذا التوسع بالضرورة بناء مشروع أريزونا المركزي، الذي قام بتحويل المياه من نهر كولورادو وبدأ بتزويد فينكس في عام 1986.

فَرَض هذا النوع من التوسع ضغوطاً لا تحتمل على البيئة الطبيعية. وفي الوادي المركزي في ولاية كاليفورنيا، وفي العديد من الأماكن الاخرى انعكس النقص في المياه في تطبيق تقنين دوري على الامدادات. كما أن تكلفة توفير المياه في المناطق الصحراوية ترتفع في شتى أنحاء العالم.

 

وثمة منافسة على الماء بين المدن والأرياف ويتم بصورة متزايدة شراء الماء من جانب المدن مع تناقص حصة الماء المتوافر لأغراض الزراعة. وفي غضون ذلك، أفضى ضخ المياه الجوفية بغية توفير احتياجات المدن نضوب الطبقات الصخرية المائية الاحفورية الى ما يقارب الزوال.

وحول الصحراء الرملية الكبرى في ايران، على سبيل المثال، يتعين على العديد من القرى، ونتيجة قيامها بسحب مخزونها من المياه الجوفية، والإبقاء على كميات متدنية من المياه قليلة الملوحة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى