ذات الكرسي، قيفاوس، الزرافة، العضاءة
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ذات الكرسي، قيفاوس، الزرافة، العضاءة
ذات الكرسي (Cassiopia). إن الشكل ’W‘ لكوكبة ذات الكرسي واضح وله أهمية خاصة لأنه لا شك في أن أحد عناصر المجموعة متغير ويوجد آخر يحتمل أنه متغير كذلك.
المتغير الأكيد هو γ، وله طيف مميز يظهر اختلافات واضحة. يبدو أنه لم يتم تسجيل أي تغييرات في ضوئه حتى عام 1910، عندما سُجِّل قدره بأنه 2.25. زاد سطوع النجم ببطء ثم حدث ازدياد سريع في أواخر عام 1936 وبداية عام 1937 عندما ارتفع القدر إلى 1.6، ثم حدث هبوط في القدر إلى أقل من 3 بحلول عام 1940، ثم تلاه ازدياد بطيء. منذ منتصف الخمسينيات والقدر يحوم حول 2.2، وهو أخفت قليلا من نجم القطب وأسطع قليلا من β )قيفاوس). بالتأكيد ليست له دورة، ويبدو أن ما يحدث هو أنه كلما تخلص النجم من طبقات من المادة ازداد سطوعه. نعرف بعض النجوم الأخرى من هذا النوع- بليون في الثريا (28 الثور) و الجبهة (δ العقرب) مثالان جيدان- ولكن النجوم التي يطلق عليها ‘GCAS’ أو ’متغيرات جاما ذات الكرسي‘ نادرة، ويبدو أن جميعها تدور بسرعة. من الممكن حدوث ازدياد في سطوع γ في أي لحظة، مما سيجعل تألقه يصل إلى 6000 ضعفا لتألق شمسنا.
α)الصدر) لونه برتقالي بلا جدال، وطيفه من الفئة K. يبعد 230 سنة ضوئية ويفوق تألقه تألق الشمس ب800 ضعفا. كان يعتبر في السابق متغيرا يتراوح قدره بين 2.2 و 2.8، وقد اقتُرِح أيضا احتمال وصول دورته إلى 80 يوم تقريبا. فشل الراصدون اللاحقون في تأكيد هذه التغيرات وأحيانا يُدرج α في الفهارس الحديثة بأنه ’ثابت‘ مع أن مشاهداتي الشخصية ما بين 1933 واليوم تظهر تغيرات طفيفة عشوائية في قدره بين 2.2 و 2.4 والمتوسط 2.3. على العموم، تترتب الثلاثة عناصر الرئيسية من الشكل ’W‘ من حيث درجة السطوع هكذا γ، α، β، ولكن هذا الترتيب ليس ثابتا، وإن رصد التغيرات البسيطة يعتبر تدريبا جيدا للمشاهد بالعين المجردة. يتغير β بدرجة طفيفة جدا، ضمن مجال يقل عن 0.04 من القدر، ولهذا فهو من الأسلم أن نأخذ متوسط قدر β على أنه 2.27 عند القيام بتقدير γ و α.
الذي يقع بالقرب من β هو من فئة نادرة من النجوم ’مفرطة العملقة‘، ويبعد 10,000 سنة ضوئية ويصل تألقه إلى 500,000 ضعفا للشمس. في العادة يكون قدره 4.8 تقريبا، فهو متقارب من α )4.88) و τ )4.72)، ولكنه أحيانا ينخفض بقدرين كما حدث عامي 1946 و 2000. هو نجم غير مستقر ويمكن في أي لحظة أن يحدث له انفجار مستعر أعظم، وهو يشكل هدفا ممتازا لراصد يستخدم المنظار.
R ذات الكرسي نجم ميرا عادي يمكن أن يرى بالعين المجردة عندما يصل إلى أوجه. اندلع المستعر الأعظم عام 1572 بالقرب من ϰ، ويعرف الموقع اليوم بانبعاثاته الراديوية. η (أركيد Archid) هو ثنائي عريض يسهل رؤيته، و ι أيضا يسهل رؤيته، كما له مرافق من القدر السابع ويبعد عنه بمجرد 8 ثانية قوسية.
يوجد حشدان مفتوحان من حشود ميسيه في ذات الكرسي، ولا يوجد ما يميزهما. M103 أقل بروزا من جاره( NGC663 C10) ومن الصعب معرفة السبب وراء إعطائه ميسيه الأفضلية. يضم الحشد بضع مئات من النجوم ويسهل رؤيته بالمنظار. φ ذات الكرسي من القدر 4.98 ويقع عند طرفه الجنوب-شرقي، ولكن يُعتَقَد أنه جسم أمامي وليس جزءا فعليا من الحشد. يتفوق NGC457 على حشود ميسيه الأخرى في ذات الكرسي.
تمر مجرة درب التبانة عبر ذات الكرسي، والكوكبة بأكملها غنية جدا. نجد هنا أيضا مجرتي مافي 1 و 2، اللتان يصعب رؤيتهما لأنهما محجوبتان. مافي 1 هي أقرب مجرة إهليلجية عملاقة إلى مجرتناـ ولكنها لم تعد تعتبر جزءا من المجموعة المحلية.
قيفاوس (Cepheus)، أو الملك، أقل بروزا من ملكته). αمقدم الذراعين( Alderamin قدره 2.4 ويبعد 45 سنة ضوئية و يبلغ تألقه 14 ضعفا للشمس. لا يصعب تمييز الشكل رباعي الأضلاع الذي تكونه النجوم α، β (الفِرق Alphirk، ι، و ζ.
إن أكثر ما يثير الاهتمام في قيفاوس يرتكز حول ثلاثة نجوم متغيرة: δ و μ و VV. δ هو النموذج الأصلي للقيفاويات ويتراوح قدره من 3.5 إلى 4، وقد أعطى اسمه للفئة بأكملها، وقام بشرح تصرفاته الفلكي الشاب الأصم والأبكم جون جودريك (John Goodricke) في القرن الثامن عشر. يشكل النجم مثلثا صغيرا مع ζ )3.35) و ε )4.19) اللتان تعتبران نجوما جيدة للمقارنة مع أن δ لا يسطع أبدا بنفس درجة ζ. مرافقه من القدر 7.5 يسهل رؤيته بالمقراب، ويبدو أنهما مرتبطان فعليا بما أنه يشترك مع النجم المتغير بحركة واحدة في الفضاء.
μ قيفاوس أحمر جدا لدرجة أن ويليام هيرشيل لقبه بنجم العقيق، ومع أن الإضاءة منخفضة على أن يشاهد بالعين المجردة إلا أنه يظهر بوضوح باستخدام المنظار. يتراوح قدر μ قيفاوس ما بين 3.4 و 5.1 ولكنه عادة ما يكون أقرب ل 4.3، بحيث أن النجم القريب ν قدره 4.29 يصبح نجم مقارنة مناسب. قد اقتُرِح أن μ ربما يكون من نوع النجوم شبه المنتظمة، ولكن من الصعب تحديد أي دورة حقيقية له. مسافته المعطاة هي 1500 سنة ضوئية وفي هذه الحالة يبلغ تألقه 50,000 ضعفا للشمس- مما يجعله أقوى من منكب الجوزاء (α الجبار) بكثير. إن نجم العقيق متألق جدا لدرجة أنه لو كان على نفس بعد ’رأس التوأم المؤخر‘ في كوكبة التوأم مثلا لكان قدره الظاهري 7- ولأصبح ظاهرا في السماء حتى في وضح النهار.
يقع VV قيفاوس بالقرب من ξ )4.29) وهو نجم ثنائي كسوفي ضخم من فئة زيتا ممسك الأعنة. تحتوي المنظومة على نجم أحمر فائق العملقة ومرافق أزرق حار يصغره حجما، ويتراوح قدره في نطاق ضيق- بين 4.7 و 5.4- ودورته المدارية 7430 يوم، أو 20.3 سنة. يُعتَقد أن قطر النجم فائق العملقة قد يصل إلى 1800 ضعف قطر الشمس، وفي هذه الحالة يكون من أكبر النجوم المعروفة. حدث آخر خسوف عام 1996.
يستحق الذكر متغيران آخران في الكوكبة، أولهما W القريب من δ وهو أحمر شبه منتظم وله دورة طويلة ولكنها غير مؤكدة. بإمكان مستخدمو المقاريب أن يحددوا الآخر S وهو متغير ميرا و من أشد النجوم احمرارا. لا يحتوي قيفاوس على أي من أجسام ميسيه.
الزرافة (Camelopardalis) المعروفة أيضا ب Camelopardus)، هي كوكبة قاحلة في أبعد الشمال، وضعها هيفيليوس في السماء عام 1690. لا يوجد هنا الكثير مما يثير الاهتمام للراصد ولكن الجدير بالذكر أن أسطع ثلاثة نجوم α، β، و 7 نائية جدا ومتألقة، و النجم 7 يفوق الشمس طاقة بأكثر من 50,000 ضعف.
العضاءة (Lacerta). مع أنها من الكوكبات الأصلية التي ذكرها بطليموس، إلا أنها صغيرة جدا ومحجوبة. هناك مجموعة صغيرة من النجوم الخافتة على شكل المعين، أسطعها α، وللعثور عليها عليك أن تستدل ب ζ و ε. ε قيفاوس بالكاد يقع في نفس مجال الرؤية بالمنظار مع β العضاءة.
الجسم الوحيد الجدير بأي نوع من الاهتمام هو الحشد المفتوح NGC7243 )C16) الذي يرسم مثلثا متساوي الأضلاع مع α و β وبالكاد يظهر في مجال الرؤية بالمنظار. اندلع مستعر (CP) ساطع في العضاءة عام 1936 ووصل إلى قدر 1.9 ولكنه خبا بسرعة حتى انخفض قدره إلى أقل من 15.
BL العضاءة شديد الخفوت لدرجة أنه لا أهمية له بالنسبة لمستخدم مقراب صغير، وكان يعتبر في وقت ما نجما متغيرا عاديا وتم إعطاءه الرتبة المناسبة، ولكن عندما تم دراسة طيفه اتضح أنه أكثر إثارة وأنه أقرب منه للنجم الزائف. أعطى اسمه لفئة جديدة كليا من هذه الأجسام (انظر صفحة 199) والتي أصبحت تسمى تقليديا ’BL العضاءة‘.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]