ربطات العنق والمهندسين
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ربطات العنق والمهندسين (Neckties And Engineers). عندما كنت في مدرسة الدراسات العليا في أواسط ستينيات القرن الماضي، تحمّلت تكاليف دراستي كمدرس مساعد في قسم الهندسة. وعندما كان أي شخص في القسم – طالب دراسات عليا أو أستاذ – يدرس مادة للمرة الأولى، كان عليه (وكلنا ذكور) توقع حضور اجتماع أسبوعي يترأّسه الأساتذة المخضرمون الذين يراقبون تطور خطة الدروس والامتحانات وأسلوب المحاضرات وتقنيات اللوح الأسود والسلوك في قاعات الدروس. وهذه اللقاءات كانت تُعرف من الجميع باسم "مدرسة الأناقة" (Charm School). ولم يكن الحضور إجبارياً فقط ولكن كذلك لبسنا لسترة وربطة عنق. وقد تعلمنا أن قاعات الدروس هي مكان للرصانة والحزم، وكان علينا أن نرتدي ثياباً مناسبة لذلك. وفي نصف القرن التالي، لاحظت أن عدداً كبيراً من المهندسين المدرسين نزعوا ستراتهم وحلّوا ربطات عنقهم ووضعوها جانباً. وفي حين أن هذا التوجه كان بعيداً عن أن يكون عامّاً في الجامعات كلها، إلا أن الدروس في الصفوف أضحت أقل رسمية لا في الملبس فقط وإنما أيضاً في اللياقة. فما لم يكن لديهم مقابلة في الحرم الجامعي أو تعهد بالأخوة، بالتأكيد لم يكن الطلاب الذكور ليرتدوا ربطات العنق، والطلاب الذكور والإناث على حد سواء كانوا يرتدون ثياباً عادية مثل معظم مدرسيهم. وكانوا يشعرون بحرية جلب وجبات الطعام السريع إلى الصف وتناولها من دون رادع.
عدم الاكتراث في الصفوف انتقلت عدواه إلى أماكن العمل. ففي اجتماع جرى في لوس أنجلوس في خريف عام 2010 للاحتفال بعيد الميلاد السبعين لتدشين سد هوفر المجاور؛ حيث قدم المهندسون والعلماء عروضهم عن الجوانب المختلفة للمشروع العظيم، مع مواضيع تمتد من الجيولوجيا إلى الهيدرولوجيا إلى التصميم الهندسي والبناء. كان معظم متكلمي الجلسة الافتتاحية مهندسين يرتدون في غالبيتهم السترة وربطة العنق. ولكن لاحقاً في البرنامج كان هناك الكثير من الجيولوجيين والهيدرولوجيين وقلة منهم كانوا يرتدون السترات والندرة كانوا بربطات العنق. ولكن النمط العام، الذي كان يتبدّل مع عُمر المتكلم، أخذ في التوضّح حيث كان المتكلمون يبدأون بمزحة حول إذا كانوا يضعون ربطة عنق أم لا، وحول إذا كان ذلك يعني أنهم مهندسون أو علميون. كشف هذا الاجتماع عموماً عن صورة صادقة عن نمط ملابس المهندسين والعلميين، بربطة عنق أو لا في ظروف أكثر رسمية، كما في الصفوف، ما يبقى مؤشراً جدّ معقول عن من نكون وفي أي مكان نكون. وفي حالتي الشخصية، وبعد عقود من لبس ربطة العنق في الصف، فقد نزعتها عام 2001 بعد عودتي إلى الحرم الجامعي من سنة إجازة سنة سابعة جامعية تعودت خلالها على نمط أقل رسمية. وبحسب معلوماتي فإن أحداً من الطلاب لم يشعر بالانزعاج من ذلك. انظر أيضاً:“Losing the Tie,” ASEE Prism, October 2002, p. 16.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]