رفض الحكومة المكسيكية النتائج الدالة على وجود جينات محوّرة داخل الذرة الأصلية
2014 البذور والعلم والصراع
أبي ج . كينشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
لم يشارك كل نشطاء الذرة وجهة نظر مجموعةَ العمل للحماية من التآكل والتكنولوجيا والتركيز بخصوص دراسة المعهد الوطني لعلم البيئة.
فإحدى منظمات التنمية الشعبية أرسلت عيّنات من الذرة في أكثر من مناسبة واحدة إلى المعهد الوطني لعلم البيئة لغرض تحليلها، واستخدم المعهد الوطني لعلم البيئة المختبرات التجارية، ومختبرات تحديد الهوية الجينية العلمية لاختبار العينات، وذلك لأن المعهد لم يؤسّس أو يمتلك بعد مختبره المعتمد.
وقال ممثّل المنظمة الشعبية «أعتقد أنه بإمكاننا أن نكون واثقين» بنتائج تحليل العينات الخاصة بالمعهد الوطني لعلم البيئة…. نحن لسنا قلقين من النتيجة القادمة من المعهد لعلم البيئة»(Agroecology Promoter, Mexico City, December 15, 2005).
وخصوصاً أن النتائج الصادرة عن النشطاء ودراسات المعهد الوطني لعلم البيئة متشابهة (أي لا وجود للتلوّث في نفس المناطق)، وهو ما يعزّز الثقة بالمعهد، وبأن النتائج المنشورة من قِبل أورتيز – غارسيا كانت نتائج صحيحة. وما اعتبرته مجموعة العمل للحماية من التآكل والتكنولوجيا والتركيز نقطة الضعف في الدراسة، يمكن اعتباره دليلاً على مصداقيتها.
الاختلاف في تفسير هذه الحالة يتسق مع وجود خلافات أوسع ما بين نشطاء الذرة على مستوى الثقة في قدرة الحكومة على إنتاج معرفة ذات مصداقية بخصوص الذرة المهندسة وراثياً.
واقعاً خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و2006 كنتُ في المكسيك لدراسة هذا السجال، وكان واضحاً لي أنه داخل نطاق حركة الذرة، كانت شبكة «الحصيرة» تطوّر موقفاً فريداً تجاه الحكومة. فبينما كانت المنظمات الناشطة الأخرى قد عملت من أجل تغيير السياسات على المستوى الوطني، كانت تلك المنظمات وبعض التجمّعات في شبكة «الحصيرة» تودّ التركيز على التغيّرات التي هي على مستوى المجتمعات المحلية وممارساتها الزراعية.
والعديد من المساهمين في الدراسة التي قادها النشطاء كانوا من وجهة النظر أن الحكومة غير راغبة في اتخاذ أي موقف بشأن المعلومات العلمية التي أشارت إلى وجود الجينات المحورة وراثياً في الذرة الأصلية.
فالتجربة مع عملية لجنة التعاون البيئي(CEC) قد ساهمت في هذا المنظور، لكون الحكومة المكسيكية قد رفضت ببساطة العمل بالتوصيات التي قدّمها الخبراء. فخذ على سبيل المثال، هذا التصريح الذي أدلى به أحد المدافعين عن حقوق المزارعين في الزراعة: لقد عبرت الغالبية العظمى من الوسط العلمي بوضوح بأنهم ضدّ الثقافة التجارية والعلمية للمحاصيل المهندسة وراثياً، ومع وقف استيرادها، ولإعادة المفاوضات حول اتفاقية دول أميركا الشمالية للتجارة الحرة (NAFTA) حول ما يخصّ المحاصيل الأساسية… نحن نواجه احتمال حدوث كارثة بيولوجية وثقافية في ما يتعلّق بالذرة (وحتى الآن)، لم تتحرك الحكومة حيال تلك العواقب(Petate Study Coordinator, Mexico City, October 20, 2005).
بعض الباحثين العلميين الذي قابلتهم كانوا يشاطرون الرأي الذي يرى أن الحكومة المكسيكية لا تصغي إلى مشورة العلميين الذين أثاروا بواعث القلق بشأن السلامة البيئية من الذرة المهندسة وراثياً، وهو رأيٌ قد صُرّح به علناً من قِبل اتحاد العلميين الملتزمين اجتماعياً (UCCS) منذُ تأسيسها في عام 2006م.
وعلى الرغم من اللغة الرسمية الداعية إلى السياسة القائمة على العلم بخصوص الذرة المهندسة وراثياً، إلا أنه هناك اتجاه مهم لدى الحكومة يتجاهل أو يقلل من أهمية البحث العلمي الذي من شأنه أن يثبط استخدام أو تطوير المحاصيل المهندسة وراثياً.
فوزارة الزراعة على وجه الخصوص تُعطي أولوية للتجارة على حساب العوة للمزيد من تقييمات السلامة البيئية.
وفي وقت استمر فيه النقاش العلمي مع نشر نتائج جديدة عن التلوّث في مجلات بارزة (Dyer et al. 2009; Piñeyro-Nelson et al. 2009b)، فإنه يبدو أن ذلك لم يكن له تأثير يُذكر في تنظيم استيراد الذرة المهندسة وراثياً وزراعتها. إذ قرّرت الحكومة المكسيكية عام 2009م المضي قُدماً في الزراعة التجريبية للذرة المهندسة وراثياً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]