سنة نجاح الهندسة
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
سنة نجاح الهندسة (Year of Engineering Success-YES). سميّت السنة الميلادية 1997 بسنة النجاح الهندسية، YES، من قبل المنظمين البريطانيين. وهي كانت سنة احتفالات امتدت على اثني عشر شهراً من الإنجازات الهندسية، صُمّمت لحمل الناس على الاعتراف بالمهنة. ولكن حتى المهندسين البريطانيين، الذين سئلوا عمّا تعني الكلمة الأوائلية YES بعد عدة سنوات أجابوا بأنهم لا يعرفون.
يبدو أن جذب انتباه الناس إلى المهنة هو هدف دائم لقادة الهندسة ومنظماتها، وهذه المتلازمة ليست أقل شيوعاً في أميركا منها في بريطانيا. ومع التصوّر المكرر غالباً، وخاصة بين قادة جمعيات الهندسة وهؤلاء الذين يصبون إلى هذه المناصب، بأن مهنتهم لم يوفها الناس حقها لما تقوم به. وفي الواقع فإن المنظمة نفسها هي غير معترف بها. وعلى عكس مهنتي الطب والمحاماة، اللتين لهما جماعتا حماية معروفتان مرئيتان وحاضرتان سياسياً، هما الجمعية الطبية الأميركية (American Medical Association) وجمعية المحامين الأميركية (American Bar Association)، في حين أنه لا توجد مجموعة وحيدة تمثّل المهندسين بشكل فعال.
مع هذا، فإن الكثير من الناس العاديين يعونَ الهندسة تماماً وفوائدها في الحياة اليومية. فالطرقات والجسور والمباني والسيارات والطائرات والماء النقي والكهرباء والأدوات المنزلية والحواسيب والهواتف الخلوية ولائحة لا نهاية لها تقريباً من الأشياء المعاصرة هي معروفة بأنها من صنع المهندسين. وكون هؤلاء المهندسين يميزون أنفسهم بأنهم مهندسون مدنيون أو ميكانيكيون أو مهندسو طيران أو بيئة أو كهرباء أو حاسوب أو أنماط أكثر فرادة، هو (بالنسبة للإنسان العادي) أمر ذو مغزى بسيط أو نتيجة بسيطة ضمن الصورة الأكبر للأشياء. وفي الواقع، فأبعد من التمييز بين الاختصاصات الهندسية في الشهادة أو اللقب الوظيفي، لا حاجة لقلق كبير بخصوص تسمية المهندس. فالعديد من المهندسين الميكانيكيين أصبحوا محللين للبُنى الهندسية المدنية وعمل الكثير من مهندسي الطيران كمهندسي برمجيات، وخصوصاً عندما يكون هناك تراجع في صناعة الطيران.
إذا رغبت المنظمات الهندسية باعتراف أكبر من الناس بها، من ثم بالمهنة، فعليها البحث عن التعاون في ما بينها. فإقامة جمعية أميركية لجمعيات الهندسة لن يقود إلى منظمة ذات حضور أكبر. ومثل هذه الجمعية لن توسع العضوية لتشمل الأفراد، إذ يشير اسمها إلى أنها منظمة لجمعيات لا لمهنيين. فلو وجدت "جمعية هندسية أميركية" قوية، تسمح بعضوية المهندسين الأفراد، وكان في طاقم إدارتها أشخاص متحدثون فصحاء موهوبون يحسنون الدعاية وتكوين جماعات الضغط، فقد تجد مهنة الهندسة نفسها تشقّ طريقها نحو الاعتراف الذي تبحث عنه جمعياتها. وعندها ستجد الجمعيات نفسها جالسة في المقاعد الخلفية لجمعية المهندسين الأميركية، تشجع أعضاءها على قول نعم YES لمنظمة منافسة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]