صحارى سونورا وتشيهواهوا
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
المعالم الجافة التي تسيطر على كافة أنحاء الربع الجنوبي الغربي من أميركا الشمالية قد تكون ثلاث مناطق متميزة في قلب الصحراء. وكل واحدة منها محاطة بمعابر مكسوة بالشجيرات والأعشاب، ويتخللها أجزاء جبلية من الغابات.
وقد أطلق البعض عليها اسم»جزر السماء» لأنها جزر من نباتات وفيرة محاطة ببحر من الصحراء. وعند نهاية عصر «بليستوسين» (Pleistocene) وعندما عاد الجفاف الى هذه الصحارى تم عزل الحياة النباتية والحيوانية في جزر السماء وتطورت فيها الآن أنواع وأجناس فريدة.
تطوق صحراء سونورا بشكل تقريبي خليج كاليفورنيا وتمتد من مستوى البحر باتجاه الشمال الى الوديان الأكثر انخفاضاً في كاليفورنيا وأريزونا، ونحو الشرق الى سفوح سييرا في سونورا، وفي العديد من الأماكن نحو الغرب عبر شبه جزيرة باجا كاليفورنيا الى شواطىء الباسيفيكي.
وتقع صحراء تشيهواهوا على ارتفاع أعلى يراوح بين 1500-1000 متر وتحتل النهاية الشمالية المفتوحة من «ميسا دل نورت» في المكسيك. وتقع على جانبيها الشرقي والغربي مناطق من الأرض العشبية والغابات المتراجعة بحدة والتي ترتفع الى سييرا والى وادي المكسيك المعتدل في السهل الأوسط.
الصحراوان المكسيكيتان، بعكس الحوض الكبير الذي سيتم وصفه لاحقاً، هما بشكل أساسي من المناطق شبه الاستوائية وتتميزان بوفرة كبيرة في الحياة النباتية التي تحتوي على الحوليات والنباتات المعمرة والكثيرة العصارة، بما في ذلك الكثير من أنواع الصبار.
وتقتصر المناطق القاحلة بشكل حقيقي على قاع البحيرات الجافة والمناطق النادرة من الرمل المتنقل الذي يتشكل على رواسب الحجر الطيني، والمنحدرات الحجرية المحلية والطبقات الصخرية البارزة.
شمالي المكسيك
يعود الاستثمار الاسباني للشمال الجاف من المكسيك الى منتصف القرن السادس عشر، وبعد فترة قصيرة من فتح الأزتك (Aztecs).
وأفضى السعي وراء الأرض والفضة بسرعة الى هلاك أو استيعاب أو تهجير المجموعات البدوية من السكان الأصليين الذين كانوا يقطنون المنطقة.
واشتملت المناطق شبه الجافة الواقعة بين سييرا وقلب الصحراء على أثمن موارد الأقليم –المعادن والمراعي– كما وفرت الممرات من أجل التوسع.وقد تم في وقت مبكرجداً اقامة قلة من المواقع الأمامية المعزولة باتجاه أقصى الشمال مثل سانتا في(Santa Fe)وذلك في عام 1609.
وبحلول نهاية القرن السابع عشر كانت حدود المستوطنات تقع بشكل تقريبي على الحدود الحالية للولايات المتحدة والمكسيك، وتأسست بصورة جيدة الخصائص الأساسية لإقتصاد الريف ومعالمه.
وكانت هناك مراكز تعدين متفرقة ومستوطنات زراعية صغيرة، غير أن الأرض العشبية كانت تسودها المزارع الضخمة غير المسيّجة والتي تتمتع فعلياً بإكتفاء ذاتي. وقد أُنتجت الماشية للإستهلاك المحلي وللتصدير الى الأسواق الجنوبية.
وحرص الناس على تجنب المناطق الداخلية من الصحراء والمرتفعات الوعرة المثلمة القمم، غير أن تلك المناطق وفرت ملجأً لبقايا السكان الأصليين مثل «ساري» في سونورا الساحلية، وتاراهومارا في جبال غربي تشيهواهوا.
ومع البعض من الإستثناءات اللافتة لا يزال هذا النموذج مستمراً، وتشكل الولايات المتحدة اليوم السوق الرئيسة لمواشي تشيهواهوا وقد تجاوز انتاجها من النحاس انتاجها من الفضة. وحققت ثورة عام 1910 درجة من اصلاح الاراضي وتم تفكيك العديد من المزارع الكبيرة.
وقامت حكومة المكسيك الاتحادية بتطوير ثلاث واحات مرويّة مهمة حول محيط صحراء تشيهواهوا وفي نقاط عند ريو نازاس وريو كونشوس وعلى امتداد الجزء الأدنى من ريو برافو دل نورت (ريو غراند-تكساس).
كما أن معظم ما تستهلكه الولايات المتحدة اليوم من خس وبندورة (طماطم) الشتاء مصدره الحقول المرويّة على ساحل جنوبي سونورا وشمالي سينالوا، وأصبحت مونتيري مركزاً مهماً لإنتاج الفولاذ ولعدد من الصناعات الثقيلة.
الحدود الأميركية – المكسيكية
حدثت التغيرات البارزة بشدة على امتداد الحدود الأميركية – المكسيكية. وشهدت السياحة القائمة بشكل أولي على بنات الهوى وتوافر الكحول في فترة الحظر في الولايات المتحدة زيادة سريعة خلال الحرب العالمية الثانية وفي مجتمعات مجاورة للقواعد العسكرية الأميركية.
وقد ازدهرت منذ ذلك الوقت صناعة سياحية أوسع عند معظم نقاط العبور المهمة. ومنذ اطلاقه في عام 1965 اجتذب برنامج الصناعات الحدودية الذي يستفيد من قوانين الضرائب في الولايات المتحدة ومن رُخْص اليد العاملة المكسيكية اجتذب أكثر من ألف معمل –أو مصانع تجميع– مملوكة بقدر كبير من أميركيين وحوالي 250,000 عامل كلهم من المكسيكيين الى مجتمعات الحدود السريعة النمو.
وتتجمع الآن دستة من المستوطنات الرئيسة الأميركية – المكسيكية «التوأم» على طول الحدود الدولية. ومنذ فترة قريبة تحولت الهجرة غير الشرعية الضخمة من المكسيك الى الولايات المتحدة، والتي يعتمد الجزء الأكبر من الزراعة الأميركية عليها، الى قضية سياسية في الولايات المتحدة. وتظهر الأسيجة والجدران على طول خط الحدود في محاولة عقيمة للحد من تدفق المهاجرين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]