الاماكن والمدن والدول

صحراء ناميب

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

تغطي صحراء ناميب قطاعاً ساحلياً ضيقاً في ناميبيا الى الشمال الغربي من جنوب أفريقيا وجنوبي أنغولا والتي يندر أن تمتد الى أبعد من 140 كيلومتراً (90 ميلاً) عن الشاطىء.

ويفصل ناميب عن النجد (المرتفع) الجبلي الرطب في ناميبيا ما يعرف بإسم الجرف العظيم (Great Escarpment) وهي منطقة جبلية تبعد عن سهل ناميبيا ويصل ارتفاعها الى 800 متر (2600 قدم) أو أكثر.

ويفصل نهر اورانج الأجزاء الجنوب أفريقية من ناميب عن تلك الناميبية. وهو يجري عبر ممر ضيق عميق ولا يمكن أن يستخدم في الري. وينسحب الشيء ذاته على نهر كيونين الذي يفصل ناميبيا عن أنغولا الى الشمال.

ويمكن القول ان ناميب تمتد لعدة مئات من الكيلومترات شمالاً داخل أنغولا فيما وراء الحدود.

وناميب هي الصحراء الكلاسيكية شديدة الجفاف، ولكنها تتميز بكون شواطئها (مثل تلك الموجودة في تشيلي وبيرو وباجا كاليفورنيا وسلطنةعُمان) تزخر بتيارات بحرية باردة. والتيار البارد قبالة ناميب هو تيار بنغويلا الذي يساعد في الحفاظ على جفاف ناميب.

 

وإضافة الى ذلك، عندما تهب الريح من التيار البارد الى الأرض الأكثر دفئاً يتشكل الضباب الذي يبقي الساحل بارداً في فصل الصيف ويحافظ على الحياة النباتية والحيوانية الفريدة.

ويبلغ المعدل السنوي لهطول المطر في «غوبابب» (Gobabeb) على بعد حوالي 60 كيلومتراً (40 ميلاً) الى الداخل ما يقارب 25 ملم (بوصة واحدة) ولكنها تحصل أيضاً على حوالي 30 ملم من خلال ندى الضباب وبمعدل سنوي من 37 يوماً.

والبحار الباردة أيضاً غنية –أو كانت غنية– بالأسماك ويوجد عدد من المسامك (Fiheries) التجارية في خليج «والفيس» –الذي كان حتى عام 1994 مقاطعة جنوب أفريقية– وتوجد تقارير حول عمليات صيد جائر للسمك في هذه البحار.

والى الجنوب من نهر «كويسب» توجد منطقة ضخمة من الكثبان الضيقة الحمراء والنجمية الشكل وهي بين الأكبر من نوعها في العالم. وطوال معظم أيام السنة يكون نهر «كويسب» جافاً، ولكنه في غالب الأحيان يجري بما يكفي لمنع تحرك الكثبان نحو الشمال.

ولا يتدفق النهر في كل سنة ولم يصل الى البحر منذ عام 1933. والى الشمال منه توجد سهول حصى كما توجد جبال ذات جوانب شديدة الإنحدار تعرف بإسم جبال الجزيرة (Inselbergs or Island Mountains)، اضافة الى البعض من السلاسل الجبلية الضخمة الاخرى.

 

– استثمار ناميب

صحراء ناميب جافة جداً بالنسبة الى الإستيطان الدائم (على الرغم من ظهور قرى عطلات (Holiday Villages) بين خليج «والفيس» وسواكوبمند (مستوطنة ألمانية قديمة).

وعلى أي حال، فقد استثمرت شركات التعدين ثروة ناميب المعدنية، أولاً في الماس (في الجنوب) ومن أجل اليورانيوم في فترات حديثة (في أحد أكبر مناجم اليورانيوم في العالم).

ولسنوات عديدة ظلت أجزاء كبيرة من القطاع الساحلي مغلقة وتخضع لسيطرة حصرية من قبل شركات التعدين، غير أن القطاع الساحلي كله أعلن الآن متنزهاً وطنياً يمتد الى جنوب أفريقيا وأنغولا.

 

– الحياة البرية في ناميب

تتميز صحراء ناميب بالتنوع الرائع في الحياة النباتية والحيوانية، ويتمثل أبرزها في مجموعات الخنافس التي توجد في ناميب فقط وتعيش على الرطوبة التي يوفرها الضباب. ويوجد حوالي 50 نوعاً من الخنافس القاتمة التي تعتمد على مثل هذه الرطوبة.

ويقوم البعض منها بحفر خنادق للحصول على الرطوبة، فيما يحصل البعض الآخر عليها من خلال تكثيفها على الجسم. ويتطلب ذلك ممارسة الخنافس للنشاط حتى في أكثر فترات اليوم برودة – وهذا ليس سهلاً بالنسبة الى كائنات من ذوات الدم البارد. وتوفر الخنافس الطعام للسحالي وأبو بريص (Geckos) والأفاعي والعضل (Gerbils) (من فصيلة الفئران) والخُلْد الذهبي (Golden Moles)، وتتحول هذه الكائنات في مابعد الى فرائس لحيوانات أكبر.

وتدعم النباتات المتفرقة أنواعاً من النعام والظبيان مثل القوفز والمارية (نوع من بقر الوحش الأفريقي) وفي وديان الأنهار يمكن العثور على حيوانات لاحمة مثل الضبع وابن آوى. وتكاد ناميب أن تكون فريدة في إسناد مجموعات من أفيال الصحراء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى