صور مختلفة من “الواجبات” المراد على الإنسان القيام بها
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
واجبات الانسان العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
نسمعُ كثيرا في خُطبةِ صلاةِ الجُمُعةِ بالمسجدِ عبارةَ يقول الله تعالى وقولهُ الحقُّ، أي القولُ الثابتُ اليقينُ المطابقُ لِلواقِعِ، لأنَّ قَوْلَ الحَقّ سُبْحانَهُ وتعالى، كما جاء في القرآن الكريم.
ونحنُ نعلمُ أنَّ «الحقَّ» أيضاً اسمُ مِنْ أسماءِ اللهِ الحُسنى، كما أنه صفة منْ صِفاتِهِ سُبْحانُه وتعالى.
والحقُّ إمّا أن يكونَ علينا أداؤُهُ بمعنى «الواجبِ»، إمَّا أن يكونَ لنا .. وتأتي في مُقدمةِ الحقوقِ الواجبةِ علينا حُقُوقُّ الله عزَّ وجَلَّ.
وهي الواجباتُ الثابتةُ التي يجبُ أن نُؤديها للهِ سُبحانُهُ وتعالى خالصةً، كالإيمانِ باللهِ وبرسولِهِ، صلى الله عليه وسلم، وأداءِ الصلاةِ، والزكاةِ، والصومِ، والحجَّ. وهي العباداتُ التي وضّحها نصُّ الحديثِ الشريفِ: «حَقُّ اللهِ على العِبادِ أنْ يَعبُدوهُ».
وتأتي بعدَ حُقوقِ اللهِ علينا حُقوقُ الوطَن الذي ننتمي إليه، وأوّلُها الإخلاصُ له، والمحافظةُ على حُرِيَّتِهِ واستقْلالِهِ، والدفاع عنه ضدَّ الأعداءِ، والتَّفاني في سبيلِ رِفْعةِ شأُنِهِ في كُلَّ عَملٍ نقومُ بِهِ، وهُناكَ أيضاً حُقوقُ المُجتمعِ الذي نعيشُ فيهِ.
وتَتَمثَّلُ هذهِ الحُقوقُ في ضَرورةِ المُحافِظةِ على مُمتلكاتِهِ العامَّةِ في الشارعِ والمدرسةِ والمستشفى والمستوصفِ والحديقةِ.
وفي أيَّ مِرفَق مِنْ مَرافِقِهِ التي نَستَفيدُ مِنْها. كما تتمَّثلُ في ضَرورةِ المساهمةِ في تنميتهِ وتَقدُّمِهِ والمُحافظةِ على نظافةِ البيئةِ المُحيطةِ بِهِ.
وتأتي في هذا السّياقِ أيضاً حُقوٌق الناسِ علَيْنا كالمحافظةِ على أموالِهم وممتلكاتِهم وصيانةِ أعراضِهم، وعدمَ تَداولِ أسرارِهِم.
ويأمُرنا الدينُ الإسلاميُّ من خلالِ نصوص القرآنِ الكريمِ والحديثِ الشريفِ، أن نُؤدّي هذهِ الحُقوق كجزءٍ منْ طاعةِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالى في مُقابلِ تَأمينِ نَفْسِ حُقوقِنا مِنْ قِبَلِ الآخرين كالمُحافظةِ على أموالِنا ومُمتلكاتنا، وصيانةِ أعراضِنا، وعدمَ تداولِ أسرارنا.
وتتضحُ صُورُ الحُقوق علينا وصُورُ الحُقوقِ لنا في عِلاقةِ الفردِ بالمجتمع، وعلاقةِ المجتمعِ بالفردِ .. حيثُ نجدُ أنّ واجبَ الفردِ خدمةَ المجتمعِ والمحافظة على مكاسبه الاجتماعية، في مُقابِلِ أنْ يوفّر المجتمعُ للفردِ فُرصَ التعليمِ، والخدماتِ الصحيةِ، والأمنَ والأمانَ كحقوقٍ له.
وتتضِحُ هذهِ الصُورُ أيضا في عِلاقةِ المعلمٍ بالتلميذِ التي تُوجبُ على التلميذِ احترامَ مُعلمِهِ وطاعَتِهِ وحُسْنِ الاستماع لما يقولُهُ، وفي المُقابلِ يقومُ المعلمُ بتعليمِ التلميذ وإرشادِه ورعايتهِ تربوياً ونفسياً وجسمياً كحُقوقٍ له على المعلمِ.
وقد كَفلِ التشريع الإسلاميّ حُقوقَنا في مقابلِ الحقوقِ الواجبةِ علينا. وفي المجتمعاتِ الحديثةِ وُضِعت القوانينُ المُختَلِفة لِحمايةِ هذهِ الحُقوق؛ فَهَدفُ التشريعِ الإسلاميَّ والقوانين كافةً، هو حمايةُ حُقوقِ الأفرادِ في المجتمعِ ليعيشوا في أمنٍ وأمان.
والجوهرُ في التشريعِ الإسلاميَّ والقوانينِ ما هو إلاَّ تَفاعُلٌ لفكرةِ الحقِّ والواجبِ، لأنَّ العلاقةَ بينَ الحُقوقِ علينا والحُقوقِ لنا عِلاقةٌ قويةٌ لا تنفَصِلُ.
وقدْ دعمتِ المُنَظَماتُ الدوليةُ والإقليميةُ والمحليةُ المعنيةُ بالمحافظةِ على حُقوقِ الإنسانِ حمايةَ الأفرادِ وحرياتِهِم وكَراماتِهم .. وهذا ما كَفِلَهُ الدستورُ الكويتيُّ لِجميعِ المواطنينَ، فقد جاءتْ نُصوصُه واضِحةً في تَحديدِ الحُقوقِ التي علينا والحقوق التي لنا.
واستمدَّتِ القوانينَ الكويتية مِنْ موادِّ الدستور التي تنصُّ على حقِّ المُواطِنِ في التعليمِ والرعايةِ الصحيةِ ومزاولة النشاطِ الذي يُفيدُ الوطن، والتعبيرِ عن رأيِهِ دونَ المساس بكرامةِ الآخرين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]