أحداث تاريخية

طاعون الملك “لويس التاسع”

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

الملك لويس التاسع طاعون أحداث تاريخية الطب

"لويس التاسع" هو ملك فرنسا صاحب الحملتين الصليبيتين السابعة والثامنة على أرض مصر وتونس، ولكنه عند قومه من الفرنجة هو ملك عادل وبطل مغوار ورجل زاهد، لهذا استحق في تقديرهم أن يرفعوه إلى مرتبة القديسين.

كان هذا عام 1297م حين أعلنوه القديس لويس، وهو يحتفلون بعيده في اليوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس من كل عام!

الملك لويس التاسع هذا هو الذي قاد عام 1248م جيوشه لغزو مصر، فاحتل مدينة دمياط، وتقدم لاحتلال مدينة المنصورة، فتصدت له جيوش المسلمين أيام حكم الملك الصالح الأيوبي وزوجته شجرة الدر.

ولكن التاريخ يذكر أنه كانت تساندهم جيوش من الجرذان قضمت دروع الملك ومتاعه! ثم جاء فيضان النيل فتورط الفرنجة في وحوله، وكانت مصيدة لا للفئران ولكن للملك وجيوشه.

ووقع لويس التاسع أسيراً في يد المسلمين الذين سجنوه في بيت القاضي "ابن لقمان" بالمنصورة عام 1250م إلى أن افتداه قومه بمال وفير وأطلق سراحه، ولكن الملك لويس التاسع عاود الكرة مرة أخرى ولكنه اتجه في حملته الصليبية الثامنة نحو تونس، ليلقى هناك ما هو أشد من فئران مصر، إذ كانت الفئران التونسية مريضة بالطاعون، فأصابت الملك وجنوده بالداء، فمات لويس وعاد من لم يمت من الجنود إلى فرنسا يجرون ذيول الخيبة ومعها الهزيمة والمرض أيضاً!

ربما كانت هذه الكارثة الوبائية هي بداية النهاية لحقبة الحروب الصليبية التي تخلخلت من بعد لويس التاسع هذا عندما كنت الطاعون سطورها الأخيرة.

على أننا اقتصرنا في هذه العجالة السابقة على بعض الطواعين.. ولو تتبعناها لوجدناها سلسلة متصلة لا تنتهي، ولدى كل قوم منها أخبار بعد أخبار، التكاثف السكاني في المدن الكبيرة خاصة كان يعطي الفرصة على ما يظهر، لكي ينتشر الطاعون بين الفينة والأخرى، وليجرف ما يجرف من الناس إلى القبور..

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى