طبيعة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها مؤسسات التدريب في جهات العمل الحكومي الكويتي
2004 التدريب أثناء الخدمة
د. فهد يوسف الفضالة
KFAS
مؤسسات التدريب جهات العمل الحكومي الكويتي العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
وفيما يتعلق بالبعد الخاص بطبيعة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها وحدات ومؤسسات التدريب في جهات العمل الحكومي من تنظيم البرامج التدريبية ، يكشف الجدول التالي عن طبيعة هذه الأهداف :
فقد تصدرت الرغبة في تغيير واقع العمل أولوية الأهداف من تنظيم البرامج التدريبية وذلك بنسبة 84.7% يليها وجود مشكلة معينة في المؤسسة يهدف البرنامج التدريبي إلى معالجتها ، وقد جاء ذلك بنسبة 74% ثم وجود مشكلة معينة ورغبة في التغيير معاً كما ظهر من إجابة 6.5% من تلك الجهات.
وعلى سبيل التوضيح لأحد أهداف وحدات التدريب في جهات العمل نأخذ وزارة التربية كمثال فالهدف العام للخطة التدريبية بالوزارة ينصل على تلبية الاحتياجات التدريبية لجميع العاملين في سلك التدريس لشاغلي وظائف الخدمات التعليمية في مدارس الوزارة وبمراحلها المختلفة عن طريق تزويدهم بالمعارف والمهارات لمواكبة النظم العلمية والتعليمية الحديثة بما يتماشى مع احتياجات الوزارة وطبقاً للمستجدات التربوية الحديثة والمعاصرة.
هذا الهدف العام قد ترجم إلى أهداف تفصيلية كما يلي :
– تدريب المدرسين على الأساليب والطرق العلمية الحديثة في التدريس .
– تزويد المدرسين بالمهارات العلمية والخبرات الفنية عن طريق ورش العمل .
– تأهيل المدرسين الجدد في مختلف التخصصات والمراحل وتعريفهم بالمناهج الدراسية المقررة وطرق تدريسها وتقديمها .
– إعداد كوادر التدريس لمدارس نظام المقررات والإدارة المدرسية المطورة وتأهيل المرقين حديثاً إلى الوظائف الإشرافية .
– إكساب شاغلي وظائف الخدمات التعليمية في المدارس وفي الإدارات المتخصصة المهارات العلمية والعملية اللازمة لأداء مهامهم ووظائفهم التربوية والمهنية .
يتضح من هذا النموذج الخاص بأهداف التدريب لدى إحدى جهات العمل أن أهداف البرامج التدريبية تمثل نقطة جوهرية ذات أهمية بالغة للقائمين على تخطيط وتنفيذ عملية التدريب بالمؤسسات وأن المحاور التي تنطلق منها هذه الأهداف تمثل رغبة في التغيير لبعض الأوضاع القائمة في الجهة أو لحل مشكلة محددة تواجه العاملين أو أنظمة العمل فيها.
ويتفق هذا الاتجاه مع الاتجاهات الحديثة في بناء البرامج التدريبية والتي تصمم من خلالها البرامج وفقاً للأهداف المراد تحقيقها، ويتضح ذلك بصورة أكثر ارتباطاً من خلال التعرف على مدى قيام وحدات ومؤسسات التدريب في جهات العمل بتحديد أهداف برامجها التدريبية بشكل مسبق أم لا ، حيث أشارت نتائج الدراسة كما هو مبين في الجدول التالي :
أي أن ما نسبته 95.6% من وحدات ومؤسسات التدريب في جهات العمل تعمل على تحديد أهداف البرامج التدريبية بشكل مسبق قبل عقد البرنامج، بينما لم يفد 4.4% من هذه الجهات برأي محدد.
وتشير هذه النتائج إلى أن وحدات ومؤسسات التدريب في جهات العمل الحكومية تعمل بصورة أساسية على تحديد الأهداف التدريبية للبرامج بشكل مخطط ومسبق ، أي أن هذه الأهداف محددة مسبقاً كما أنها ترتبط بسياسة جهة العمل ورغبتها في أن يكون التدريب أداة للتغيير أو حل مشاكل تواجه المؤسسة أو تغيير سلوك وخلق اتجاهات إيجابية لدى العاملين بالمؤسسة .
ومن المسلم به أن الأهداف التدريبية التي يسعى النظام التدريبي إلى تحقيقها تعتبر من بين أهم المعايير الهامة لنجاحه حتى لا تتشتت الجهود في تحقيق أهداف أخرى غير مستهدفة وغير مطلوبة.
وتختلف أهداف الأنظمة التدريبية باختلاف الفئة التي يخدمها هذا النظام وباختلاف نوعية العمل واختلاف البيئات والثقافات.
ويمكن القول أن الأهداف الرئيسية لعملية التدريب تنطلق من ثلاثة أبعاد أساسية هي :
– زيادة المعرفة التخصصية .
– تطوير وتحسين مهارات المتدربين .
– السعي إلى تغيير السلوك والاتجاهات إيجابياً للمتدرب .
إن هذه الأهداف الثلاثة تتم في إطار أساسي وهو تكييف الفرد للدور الذي يقوم به وللمنظمة التي يعمل بها مع تعاظم الحاجة لإعادة تكييف الأفراد نتيجة للنمو السريع في مؤسسات المجتمع والتغير السريع في أنشطتها.
كما أن تحديد الأهداف التريبية مسبقاً يقود البرنامج التدريبي إلى الخط المحدد له خاصة إذا كان يرتبط بالاحتياجات الفعلية والحقيقية للأفراد والمنظمة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]