طرق تصنيف الآثار الايجابية والسلبية لدرجات الحرارة على البلدان
2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري
تشارلزس . بيرسون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
طرق تصنيف الآثار الايجابية والسلبية لدرجات الحرارة علوم الأرض والجيولوجيا
سيكون الأثر التوزيعي لتغير المناخ على البلدان الفقيرة والغنية متفاوتا إلى حدٍ بعيد(12).
فمن المرجح أن يكون لتغير المناخ تأثيرٌ أكثر ضراوة على شعوب العالم الأكثر فقراً، لكونهم الأكثر عرضة لخطر الطقس، ولأنهم الأقرب إلى القيود الفيزيائية الحيوية وحدود تجارب المناخ، وبسبب تدني قدرتهم على التكيف (13).
أن تلك التأثيرات غير المتكافئة على البلدان الفقيرة لا تعني أن الدول الغنية هي بمعزلٍ عن هذا المأزق.
فتلك الدول لديها قدرٌ كبير من رأس المال، وأصولها عرضة للظواهر الجوية الكارثية، وارتفاع مستوى سطح البحر، والفيضانات، وهلمَ جرا. إضافة إلى ذلك، يشكل انقطاع التيارات “المدفوعة بالتباين الحراري" (Thermohaline)المحيطية (مثل مجرى تيارات الخليج) تهديداً أيضاً.
لارتفاع درجات الحرارة مؤثرات إيجابية محدودة جداً، منها على وجه التحديد شعور بلدان "المناطق المعتدلة" (Temperate-Zone) بانخفاض تكاليف التدفئة في الشتاء، وطول فترة النمو في المواسم الزراعية.
وفي المناطق المدارية، حيث درجات حرارتها الحالية تتجاوز عموماً المستويات المثلى، فتكاد تكون الآثار السلبية منتظمة على الاقتصاد والتنمية الاجتماعية.
فإحدى الطرق الأكثر شيوعاً لتصنيف تلك الآثار هي الآتي(14):
1.ارتفاع مستوى البحر: مشروع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيير المناخ يتوقع زيادة بمستوى سطح البحر ما بين
18سم إلى 59سم فوق المستوى القائم خلال ميزان القرن الواحد والعشرين. ومع ذلك، وبسبب حالة عدم اليقين العلمي، فلم يكن هناك من تقييم لاحتمالية حدوث هذه التوقعات، أو تقديم مقدار الحد الأعلى لذلك.
وهناك بعض الدراسات الحديثة المتشائمة جداً لـ . ف بيفير وزملاؤه (Pfeffer et al. 2008) يعتقدون أنه على الأرجح ستكون هناك زيادة [في مستوى البحر] بما يقارب 0.8م، إلا أن ارتفاع المستوى إلى 2م خلال هذا القرن هو أمرٌ لا يمكن التغاضي عنه.
حيث إن ذوبان الغطاء الجليدي في منطقة غرين لاند قد يرفع في نهاية المطاف منسوب البحر لمستوى 7م، إلا أنه من المستبعد أن يكون هذا الأمر خلال هذا القرن (IPCC 2007b). ففقدان الجليد في الجزء الغربي من القطب الجنوبي قد يكون له التأثير المماثل ذاته.
حيث سوف تستمر مستويات سطح البحر في الارتفاع عن مستويات تركيزها الماضية المستقرة قديماً.
وبالتأكيد درجات الحرارة مستقرة لفترة زمنية طويلة. فالفريق الحكومي الدولي المعني بتغيير المناخ يتوقع استمرار الارتفاع في مستوى البحر من جراء ذوبان الجليد والتمدد الحراري للسنوات الألف المقبلة، حتى إن وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لذروتها وتراجعت خلال هذا القرن.
2- الزراعة: مشاريع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيير المناخ يتوقع أن تزداد إنتاجية المحاصيل زيادة طفيفة بسبب التسميد بثاني أكسيد الكربون في المناطق الواقعة ضمن خطوط العرض المتوسطة والعليا، من جراء ارتفاع درجة الحرارة بحدود 1 إلى 3 درجة مئوية، إلا أن الإنتاجية ستنخفض عند حصول زيادات أكبر.
ومن المتوقع أن تنخفض الإنتاجية حتى في المناطق ذات الارتفاع البسيط بدرجات حرارتها، وفي المناطق المنخفضة الجافة موسمياً وفي المناطق المدارية (خطوط العرض الدنيا).
3- مصائد الأسماك: يتوقع مشروع الفريق الحكومي الدولي لتغيير المناخ بالآثار السلبية لتربية الأحياء المائية ومصائد الأسماك، أن شحتها يعود جزئياً إلى تحمض المحيطات التي لا رجعة فيها ويتعذر إلغاؤها. وإن الشعب المرجانية شبه المدارية هي عرضة لتلك الحمضية بوجه خاص.
4- الصحة العامة: يتوقع أن تكون هناك آثار سلبية نتيجة سوء التغذية (Malnutrition) والوفيات والمرض بفعل موجات الحر، والعواصف والفيضانات، وأمراض الإسهال، وبعض نواقل الأمراض المعدية. حيث ينخفض معدل الوفيات نتيجة التعرض للبرد في المناطق المعتدلة.
5- المياه العذبة: توقع المزيد في نقص إمدادات المياه الموسمية العذبة، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى انخفاض كثافة الثلوج والانهيار في الكتل الجليدية الضخمة. ومن المرجح أن تتسع المناطق المتضررة بالجفاف.
6- الظواهر الجوية الشديدة: الأعاصير والفيضانات المحلية، وحالات الجفاف، وموجات الحر الشديد، وما شابهها قد تصبح أكثر تواتراً وشدةً.
7- اضطراب النظام البيئي: من بين الأمور الأخرى، يتوقع فقدان الشعب المرجانية، وفقدان التنوع البيولوجي والموارد الجينية، والتسارع في انقراض الأنواع.
فقد قدرت إحدى الدراسات، أنه ما بين 15% إلى 37% من الأنواع في عينة مناطقية تواجه الانقراض بحلول عام 2050م بالاستناد إلى سيناريوهات متوسط مدى لظاهرة الاحتباس الحراري (Thomas et al. 2004).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]