الكيمياء

طريقة وضع العالم “مندليف” الجدول الدوري للعناصر

2016 عصر البخار

جون كلارك

KFAS

الكيمياء

بحلول عام ١٨٦٩، وبعد طوفان الاكتشافات باستخدام التكنولوجيا الحديثة في التحليل الكهربائي والتحليل الطيفي، ارتفع عدد العناصر الكيميائية المعروفة حينها إلى ٦٣ عنصراً.

شكّلت هذه العناصر أحجار البناء التي استعان بها ديمتري مندليف في تلك السنة لوضع جدوله الدوري المشهور.

ولد الكيميائي الروسي ديمتري مندليف (١٨٣٤-١٩٠٧) في بلدة توبولسك في سيبيريا وكان أصغر أبناء عائلة كبيرة متوسطة الدخل. فقد والده، الذي كان يعمل في سلك التدريس، بصره مما حتم على أمه توفير مقومات الحياة للأسرة بإدارتها مصنعاً للزجاجيات.

 

توفي والده وهو في سن ١٣، كما دمر المصنع بالنيران بعد فترة قصيرة من ذلك. ورغم هذه الصعوبات صممت والدته على حصول إبنها الأصغر على تعليم جيد. حصل مندليف على مقعد للدراسة في المعهد البيداغوجي (معهد المعلمين) في سانت بيتر سبيرغ، ليتأهل لمهنه التدريس عام ١٨٥٥.

وفي مرحلة لاحقة درس مندليف الكيمياء بجامعة سانت بيترسبيرغ وجامعة هايدلبيرغ في ألمانيا. وبتخرجه عين مندليف مدرساً بجامعة سانت بيتر سبيرغ عام ١٨٦٩ حيث عكف على تأليف كتاب لتدريس الكيمياء (غير العضوية أيامها).

بهدف التوصل إلى نظامٍ يربط بين العناصر الكيميائية المعروفة أيامها كتب مندليف الرموز الدالة على هذه العناصر على قطع ورقية محاولاً تنظيمها فيما يشبه تنظيم مجموعات أوراق اللعب (الكوتشينيه).

 

إعتمد مندليف في ترتيب العناصر على أوزانها الذرية (متوسط كتلة كل عنصر) ورتبها بشكل تصاعدي. وجد مندليف، بهذه الكيفية، أنه لو بدأ صفاً جديداً بعد كل ثمانية عناصر مرتبة تصاعدياً بحسب وزنها الذري فإن العناصر ذات الخصائص الكيميائية المشتركة تحتل أعمدة هذا الجدول. وبتفحص صفوف الجدول توصل مندليف إلى تكرار خصائص العناصر على امتداد كل صف – بمعنى آخر هناك نظام «دوري» في الخصائص الكيميائية للعناصر.

أطلق مندليف على شبكة العناصر ذات الصفوف والأعمدة مسمى الجدول الدوري. علاوة على ذلك امتلك مندليف بصيرة كافية ليتنبأ بوجود عناصر غير مكتشفة بعد تحتل مكانها في الخانات الفارغة في الشبكة (المصفوفة)، كما استقرأ خصائصها الفيزيائية والكيميائية من مثل وزنها الذري ودرجة حرارة إنصهارها.

 

إكتشف الكيميائي الفرنسي بول ليكو دي بويزبوردان (١٨٣٨-١٩١٢) عنصرَ «شبيه الألمنيوم» (في الخانة الخالية تحت الألمنيوم) عام ١٨٧٥ وأسماه الغاليو، كما اكتشف الكيميائي السويدي لارس نلسون (١٨٤٠-٩٩) عام ١٨٧٩ «شبيه البورون» (في الخانه الخالية تحت البورون) وسمى العنصر السكانديوم.

كما اكتشف الألماني كليمنز فنكلر (١٨٣٨-١٩٠٤) في عام ١٨٨٦ «شبيه السيليكون» (في الخانه الخالية تحت السيليكون) الذي سُمي الجرمينيوم. تحققت توقعات مندليف حول العناصر «المفقودة» وبحلول عام ١٩١٤ بقيت سبع خانات خالية من جدول مندليف الدوري للعناصر البالغ عددها ٩٢ عنصرا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى