علاقة مرض فقدان الشهية العصبي بـ”الهستيريا”
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
مرض فقدان الشهية العصبي الهستيريا الطب
أكد «لازيج» Lasegue في أواخر القرن التاسع عشر (عام 1873 على التحديد) على الأصل الهستيري لفقدان الشهية، وسمي هذا الاضطراب: فقدان الشهية الهستيري Hysterical anorexia.
ثم أشار «جيل دي لاتوريت» منذ وقت مبكر في عام 1895 إلى أن المشكلات المتعلقة بالهضم هي أكثر المشكلات تكراراً لدى الهستيريين، وإن كان من الضروري أن تقسم اضطرابات الطعام إلى أولية وثانوية. ويعد فقدان الشهية الأوّلي تعبيراً صريحاً عن الهستيريا.
وفي عام 1903 فرق «بيير جانيه» P. Janet بين نوعين من فقدان الشهية العصبي: الوسواسي (أو السيكاثيني)، والهستيري.
وفي عام 1938 نظر «هوبهاوس» Hobhouse إلى فقدان الشهية العصبي على أنه شكل من أشكال الهستيريا التحولية Conversion hysteria.
وحديثاً يورد «عكاشة» فقدان الشهية العصبي بوصفه عرضاً من أعراض الهستيريا، وذلك بالإضافة إلى وضعه فقدان الشهية العصبي تصنيفاً مستقلاً تحت طائفة اضطرابات الأكل.
وتدل الملاحظات النفسية العلمية (السيكولوجية) والطبية النفسية (السيكياترية)على أن العلاقة وثيقة بين فقدان الشهية والهستيريا، فقد يكون رفض الطعام ونقص الشهية عرضاً من أعراض الهستيريا.
ومن بين الوظائف التي يقوم بها هذان العرضان وأمثالهما ونقصد رفض الطعام ونقص الشهية، استدرار العطف من الآخرين وما شابه ذلك، فالأعراض في الهستيريا لها دور مهم، فكما كان يقول أستاذنا الدكتور أحمد عزت راجح: «لكل عرض غرض».
ومن ناحية أخرى يمكن أن يتسم مرضى فقدان الشهية العصبي بمسحة هستيرية. ولكن ما هي الهستيريا؟
الهستيريا اضطراب نفسي تتحول فيه الصراعات النفسية إلى أعراض جسمية كالشلل أو الصمم أو العمى أو فقد الإحساس أو فقد الصوت. ولكل عرض غرض، أي مكسب يجنيه المريض من ورائه، كالشلل الذي يمنع الجندي من الاشتراك في المعركة ضد العدو، ويعد اعتذاراً مقبولاً، كالإغماء الذي يمنع الآخرين من محاسبة الشخص ومعاقبته، والصمم الذي يمنع الفرد من امتهان مهن معينة تتطلب حاسة السمع.
ويهدف العرض هنا إلى جذب انتباه الآخرين أو استدرار عطفهم، أو التهرب من تحمل مسؤولية معينة، أو الاعتذار عن مهمة ثقيلة.
وفيما يلي بيان أهم خصائص الشخصية الهستيرية وأبرز أعراضها:
– عدم النضج الانفعالي.
– الانبساط (عدم الانطواء).
– الاجتماعية وحب الاختلاط.
– القابلية المرتفعة للإيحاء.
– عدم التحكم في الانفعالات.
– القلق والتوتر.
– الأنانية وحب الذات.
– محاولة جذب انتباه الآخرين.
– انفصال الشخصية.
– التصرفات الغريبة.
– الإغماء أو الغيبوبة.
– الغثيان والقيء.
– فقد الشهية العصبي.
– المشي أثناء النوم.
– الحمل الكاذب.
ويرتبط فقدان الشهية العصبي الهستيري بفقدان الشعور بالجوع والخدر وطعم غريب في الفم واللسان والحلق، والنشاط الزائد دون شعور بالتعب. أما فقدان الشهية العصبي الوسواسي فيتميز باستمرار الجوع، فيشعر المريض بالخجل من أن يأكل فيرفض الطعام، ويتجه إلى تناول الطعام سراً أو في الليل.
وفي بعض الأحيان يتميز المريض بالنشاط الزائد، ولكن حالته تختلف عن حالة فقدان الشهية العصبي الهستيري.
وعلى الرغم من هذا التداخل بين مرض فقدان الشهية العصبي والهستيريا فقد ميز بيهما باحثون مختلفون، فلاحظت «بروش» فرقاً مهماً بينهما: ذلك أن مرضى فقدان الشهية العصبي: غير واعين بضعفهم، على العكس من الهستيريين «الذين لا يأكلون»، يعون تماماً بضعفهم.
ولاحظ كذلك «جارفنكل» وصحبه أن مرضى الاضطراب التحولي (الهستيريا) أكبر عمراً عند بداية مرضهم، وأقل اهتماماً بكل من: الحمية، والنظام الغذائي الذي يقلل قيمة الطعام، والوزن، وحجم الجسم.
وعند الهستيريين تقدير منخفض لحجم أجسامهم، وفي ذهنهم حجم مثالي أكبر لأجسامهم، ويكشفون عن شعور أقوى بالضبط الذاتي، وأقل في سلوكهم أو سواسي القهري، وعندهم علاقات اجتماعية أكثر اتساقاً، ولديهم مزيد من الأمراض العضوية، وكثير من الأمراض التي تطلبت الجراحة في الماضي. وتشير هذه الدراسات الأحدث إلى انفصال المرضين أحدهما عن الآخر
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]