قصة اختراع السيدة “لوس بنس مي” لساعة التوقيت الصباحي والمسائي
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السيدة لوس بنس مي ساعة التوقيت الصباحي والمسائي التكنولوجيا والعلوم التطبيقية
على عكس الكثيرات، كان اختراع لوس بنس مي Luce Pince My تلك المراة الفرنسية، الجزائرية المولد، والتي عادت إلى فرنسا عام 1962 قد سلك طريقا غريبا وغير عادي.
حيث بدأت قصة اختراع هذه المرأة الرقيقة التي تتصف بالود والمرح كالآتي:
"من الفندق الذي أديره في فصل الصيف، على شاطئ البحر، بالقرب من مونبيلييه Montpellier، كنت أراقب القادمين والذاهبين من المستحمين في البحر. كأن البعض منهم وسيما،
والبعض الآخر بشعا. وبينما كنت أقلب صفحات مجلة للصور برفقة صديقتي، وكما تفعل الكثيرات لتمضية وقت الفراغ في اللهو.
اختارت كل منا "الرجل المثالي" : حيث وقع اختياري على رجل فضي الشعر ذي نظرات ثاقبة. وكان التعليق أسفل صورته يشير إلى أنه من كبار صناع الساعات السويسريين".
قررت لوس بنس مي Luce Pince My التقدم خطوة في هذه اللعبة!! ووعدت نفسها في يوم ما أنها سوف تقابل هذا الرجل المثالي الذي اختارت صورته من المجلة، ولكن كيف سيتحقق ذلك؟ بل وحتى كيف ستتصل به؟
مرت الشهور، ثم فجأة جاءها أخيرا الإلهام بشأن أفضل طريقة للتعرف على رجلها المثالي.
فبينما كانت "لوسي بنس مي" على وشك الإنتهاء من رحلة جوية طويلة، وقبل الهبوط بوقت قصير، أخبرت المضيفة المسافرين بأنه يجب عليهم تقديم ساعاتهم ثلاث ساعات. وهكذا جاءت فكرة الاختراع!!
"ساعة تحدد فرق التوقيف" . إنها سوف تخترع ساعة خاصة تعرض فروق التوقيت بين الدول، ثم تقول بتقديمها لرجل الصناعة السويسري… فتى أحلامها !!
ومن الجدير بالذكر أن السيدة بنس مي مطلقة بدون أطفال، ودائما ما تعرف كيف تشغل نفسها. فهي من النوع الذي يفعل كل شيء بنفسه ويضع يده في أي شيء.
حيث بدأت في العمل كمصممة أزياء وخياطة للسيدات، ثم اندفعت بجرأة فيما بعد إلى العمل في مجالات صناعات المصابغ، فاعتنت بمصبغة على النظام الحديث، بها مجموعة رائعة من الآلات، وعدد لا يحصى من الآت تغليف المصابغ مطلوب إصلاحها، ومضخات مياه مطلوب تفكيكها، وأنابيب غلايات مطلوب استبدالها.
بل أحيانا ما يتطلب الأمر قطع القديم منها بواسطة غاز الأسيتيلين، وبمعنى آخر، دخلت أعمالا تتطلب قدرا كبيرا من الارتجال، بل وتتعدى قدرات الكثير من الرجال.
ولكن دعنا نعود إلى اليوم الذي كانت فيه بالطائرة. فلم تكد تهبط في فرنسا، حتى أسرعت لوس إلى شراء (ساعة منبهة) وفككتها إلى أجزاء… فقد أرادت أن ترى بنفسها كيف تعمل هذه الساعة.
وماذا يعني إضافة عقرب إضافي لماكينتها يمكن تضبيطه حسب فروق التوقيت. وبهذه الطريقة يمكنك أن تعرف، بلمح البصر، التوقيت في موطنك وفي البلد الذي تزوره.
وقد فكرت لوس مي كثيرا وبإمعان في مشروعها، وصنعت نموذجا له، ثم قامت بتصويره وتقديمه إلى رجال الصناعة، بما في ذلك فتى أحلامها.
وفيما بعد، ولسوء الحظ، أصيبت بخيبة أمل: فكل ما فعله أن أرسل اليها من سويسرا خطاب رفض روتينيا خاليا من أي مجاملة، مثل ذلك النوع من الخطابات الذي يتسلمه 90% من كل المخترعين.
ولحسن الحظ أن كان هناك بعض رجال الصناعة الذين كانوا لطفاء بالموافقة على استقبالها والتجول معها في مصانعهم. لقد كانت السيدة لوس بنس مي في حاجة ماسة لمثل هذا التشجيع، لأنها كانت تعامل حتى من المحيطين بها في موطنها كما لو كانت حالمة غريبة الأطوار.
ولسوء الحظ، فإن كل هذا لم يمنع مخترعتنا من مواجهة الحقيقة المرة بأن فكرتها عن "ساعة حساب فرق التوقيت" لم تكن أصلية، فقد فكر فيها آخرون من قبل.
وبالرغم من هذا، فمنذ ذلك الوقت فصاعدا، ظلت مبهورة بعالم صناعة الساعات، ولم تتركه أبدا واستمرت في جمع المعلومات، ومواصلة القراءة بشراهة، حتى وصلت في النهاية إلى تكوين قدر كبير من المعرفة عن تاريخ الساعات، منذ أقدم العصور وحتى أحدثها وأكثرها تعقيدا.
"بينما كنت أقلب الصفحات وانظر إلى الصور، واصلت توجيه نفس السؤال: هل سأتمكن من اختراع ساعة لم توجد حتى الآن؟، ساعة لم يفكر أحد في فكرتها من قبل؟".
حسنا، لقد تمكنت السيدة لوس بنس مي في النهاية من تحقيق ذلك بالضبط. وتم ذلك فقط خلال ثلاثة شهور!!
إن أي بحث عن سمات وصفات جديدة في مجال صناعة الساعات غالبا لا ينتج عنه إلا نتائج تجميلية في شكل الساعة فقط، ولكن هذا لا ينطبق على الساعة التي أنتجتها مخترعتنا الحالية، هذه الساعة التي سنطلق عليها "ساعة التوقيت الصباحي والمسائي" a.m-p.m. watch" .
تخيل ساعة ذات قرص يكون أبيض تماما في منتصف النهار وأسود تماما في منتصف الليل. إن مثل هذه الساعة لا تكون أنيقة، كلوحة هندسية مدهشة وحديثة فحسب، ومفعمة بالحياة أيضا، ولكن فوق ذلك كله ستمكنك من التمييز بين التوقيت في الليل والنهار، أي من الممكن، على سبيل المثال، أن تميز بين الساعة الخامسة صباحا (فجرا) والساعة الخامسة بعد الظهر.
فهي باختصار، ساعة ذات عقرب واحد (للدقائق)، أما الساعات فيتم التعرف عليها من الزيادة والنقصان التدريجي للمساحات السوداء والبيضاء بالنسبة لبعضهما بعضا. وفيما يلي الطريقة التي تعمل بها "ساعة التوقيت الصباحي والمسائي" طبقا للتوصيف المذكور في براءة الاختراع:
"يحل محل عقربى الساعة قرصان متحدا المحور، منشقان بطول نصف قطريهما، ومثنيان على شكل حلزوني، تم ترتيبهما، بحيث يمر الطرف الرئيسي لأحدهما بين الطرفين الرئيسي واللاحق للآخر وذلك في اتجاه الدوران.
وكل قرص يقوم بأداء دورة كاملة في 12 ساعة، بينما يتم إيقاف القرص الآخر عن الحركة، بعدها يتم عكس وظيفة القرصين، فيقول القرص الثاني بأداء دورة كاملة خلال 12 ساعة أخرى، بينما يتوقف القرص الآخر عن الحركة.
وهكذا يقوم طرف من الشق نصف القطري لكل قرص، على التوالي، بوظيفة عقرب الساعات.
تتكون ميكانيكية الساعة من كلّات تدوير، يعمل بواسطة أنبوب معدني متحد المحور مع القرصين، ويتحرك محوريا بالاتساق مع هذا الأنبوب، وأداة توقيف تعمل بحركة محورية، ولكنها غير دائرية".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]