قصة نجاح السيدة “روبرتا هوفمن كاريس”
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
روبرتا هوفمن كاريس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
تمكنت "روبرتا Roberta" من إحداث ثورة علمية قلبت العالم التقليدى رأسا على عقب.
كما استطاعت أن تكون مثلا احتذاه ابن عمها البالغ من العمر 15 عاما، حيث كان هذا الشاب يتتبع إنجازاتها بإعجاب شديد، ودائما ما يكرر القول: "سوف أكون مثلها عندما أكبر!!"
وعند بلوغها السادسة والعشرين من عمرها، كانت السيدة "روبرتا هوفمن كاريس Roberta Hofman- Caris" قد كدست العديد من الإنجازات المشرفة منها: اختراع تم تسجيله في جميع أنحاء أوروبا ودرجة دكتوراة في كيمياء البوليمرات Polymer Chemistry.
وكانت رسالتها في الدكتوراة – بحق – واحدة من أبرز خمسة أعمال في جميع مجالات الكيمياء، في ذلك العام.
وكان موضوع الرسالة سببا في حصولها على جائزة شركة المعادن الحكومية الهولندية (DMS). وقد تم منحها هذه الجائزة وسط احتفال حضره أهم الشخصيات الكيميائية من هولندا، والقطاع البلجيكى الناطق بلغة الفلامنك.
وفوق ذلك كله، كانت لدى هذه السيدة الشابة موهبة إلقاء المحاضرات حول موضوعها الخاص بإدخال التحسينات على مكونات الطلاء.
وقد ذاع صيت ((روبرتا))، لدرجة أنها أصبحت مادة صحفية للعديد من المقالات في الصحافة المحلية بمدينة (إندهوفين Eindhoven) – حيث قضت سنواتها الجامعية في جامعة ((إندهوفين)) للتكنولوجيا – وفي مدينة (روير موند Roermond)، حيث كانت تعيش هناك.
وبينما كانت ((روبرتا)) موضوعا للصحافة، يجدر الإشارة هنا إلى أنها، ومنذ عام 1986، ظلت تعمل كمحررة صحفية علمية لإحدى الدوريات الأسبوعي،, التي تسمى ((الجمعية الكيميائية الهولندية الملكية)) RNCS.
وهي متزوجة من رجل طويل ونحيف يدعى "جان هوفمن"، التزم الصمت طيلة إجرائي الحديث معها.
وتلك هي قصة نجاح هذه الشابة الشقراء العنيدة، التي تمردت ضد كونها فتاة بسبب ما كانت تسمعه من والديها.
فما زالت تتذكر قولهما عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وطلبت من والديها الحصول على حقيبة تحتوي على اللوازم الكيميائية: "كيف لفتاة أن تنتمي إلى مجال الكيمياء، وكيف لك أن تجدي مكانا في العلوم الفنية، وأنت حتى لا تستطيعين إصلاح جهاز الفيديو!!".
وما زالت ((روبرتا)) تتذكر قائلة: ((لقد حدث ذلك بعد مشاهدتي فيلما تلفزيونيا عن ((ماري كوري)). لقد بهرتني لدرجة أنني قلت لنفسي: لماذا لا أكون مثلها؟ لماذا لا أعمل في مجالي الكيمياء والفيزياء مثلها؟)).
ولكن الفكرة لم تلق قبولا من والدها السيد ((كاريس))، مدرس الموسيقى، ولا من زوجته. وعلى الرغم من ذلك، فقد أصرت ابنتهما على رأيها، حتى أنها حصلت على عشرة من عشرة في الكيمياء.
وأخيرا، وافق والدها على شراء حقيبة لوازم الكيمياء لها، ولكن بشروط صارمة؛ ((ابنتنا العزيزة، لن تحصلي على هذه الحقيبة إلا إذا حصلت على أعلى الدرجات مرة أخرى)). وقد حصلت بالفعل مرة أخرى على الدرجة النهائية في مادة الكيمياء.
وقد حصلت أخيرا هذه التلميذة المجتهدة على حقيبة لوازم الكيمياء، حيث تقول: ((لو كنت ولدا، مثل أخي لحصلت على هذه الحقيبة مباشرة بدون كل هذا الإزعاج!!)).
وقد أكد زوجها ((جان)) على رأيها قائلا: ((إن هذا صحيح تماما. فأنا وزوجتي نبلغ نفس العمر، وما زلت أتذكر حصولي على حقيبة لوازم الكيمياء بدون أي شروط مجحفة، مثل تلك التي واجهت زوجتي!!)).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]