علم الفلك

كتاب حركة الأجرام السمائية لـ”بيير لابلاس”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

كتاب حركة الأجرام السمائية بيير لابلاس علم الفلك

ظهر كتاب لابلاس (حركة الأجرام السمائية) في أجزاءٍ خمسةٍ كبيرة عامي 1799 و 1825.

وقد عالج هذا الكتاب موضوعاتٍ على قدرٍ كبيرٍ من الاهمية. ناقش القواعد العامة لحركة الأجسام وتوازنها مع التطبيق على حركة الأجرام السماوية وقد أدي هذا التطبيق – دون ما حاجة إلى تدليلٍ رياضي أو تقديم نظرية افتراضية- إلى التوصل إلى قانون التجاذب العام.

وقد تناول لابلاس كل ما يخضع لهذا القانون العظيم من ظواهر وأمورٍ من مثل: المد والجزر، وتباين قوى الجاذبية على الأرض، وتقدم الاعتدالين، وتحرير القمر، وشكل دوران حلقات زُحل. وفوق هذا استنبط عالمنا من ذلك القانون، المعادلات الأساسية لحركة الكواكب وبالذات كوكبي المشتري وزحل.

ويعتبر الرياضيون هذا الكتاب جديراً بالتخليد، فمنه نبت علماء مثل عالم الرياضيات الإيرلندي وليم رووان هاملتون، الذي بدأ حياته كعالم رياضي، باكتشاف خطأ في الكتاب، ومنه استخلص العالم الرياضي الإنجليزي جورج جرين نظرية رياضية للكهرباء.

وفي الكتاب أسهم لابلاس بأعظم معادلاته المشهورة، معادلة المجال، التي يمكن استخدامها لوصف ما يحدث عند لحظة معيَّنة في كُل نقطةٍ من نقط مجال ناجم عن وجود كتلةٍ جاذبةٍ أو شحنةٍ كهربائيةٍ أو سريان سائلٍ أول ما إلى ذلك.

 

وبمعنى آخر فالمعادلة تُعالج قيمة كمية فيزيقية هي الجهد خلال مُتَّصَلٍ كاملٍ، وهي تجد لها مجالاً واسعاً في التطبيق في نظرياتٍ كثيرة كنظريات الكهربائية الإستاتيكية أو الديناميكية أو المغناطيسية أو الصوت أو الضوء أو التوصيل الحراري… إلخ.

والحق أن (حركة الأجرام السمائية) كتابٌ فيه من الصعوبة والتعقيد ما يتفق وحجمه الكبير، فلم يكن لابلاس فيه متساهلاً مع القارئ ومتسامحاً، وكثيراً ما يقفز تاركاً ثغراتٍ كبيرة باستخدام هذه العبارة المزعجة: (من السهل أن نرى) حيث لم تكن الرؤية فيها أي وضوح!

وعلى حد قول عالم الرياضيات والفلكي الأمريكي بوديتش، الذي ترجم أربعة أجزاءٍ من الكتاب إلى الإنجليزية، إنه ما تقال هذه العبارة – من السهل أن نرى- حتى (أشعر بأن أمامي ساعاتٍ من العمل المضني حتى أساير المؤلِّف فيما يرى!) بل إن لابلاس نفسه عندما يرغب في عرض بعض تدليلاته الرياضية يعترف بأنه (ليس من السهل أن يرى) كيف يمكن الوصول إلى نتائجه!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى