الفنون والآداب

كتابُ النبات لـ”أبو حنيفة الدّينَوَري”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

كتابُ النبات أبو حنيفة الدّينَوَري الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

أحد كتب ثلاثة اشتهر بها عالمنا الفذ في علومٍ ثلاثة: علم النبات، وعلم الأنواء، وعلوم القرآن.

وقد عُرف عالمنا بالعشَّاب، فهو بخصائص الأعشاب خبير، وبطرق تحضيرها وكيفية استخدامها قدير.

والعشَّابون على عهده كانوا أطباء والأطباء عشَّابين، فالمهنتان مرتبطتان.

وجاء كتابه الأشهر، كتاب النبات، في مجلداتٍ ستة، استقصى فيها ما ورد عن النبات في كتب اللغة العربية ومعاجمها، وما نطقت به ألسن العرب من أسماء النبات لغةً وعلماً، وما حصل عليه بنفسه من الملاحظة والتجريب.

ولم يترك شاردة ولا واردة عن النبات إلا ضمنها كتابه؛ حتى فاق مصنَّفه من تقدُّمه من علماء اللغة والباحثين في علم النبات. وصار الكتاب من بعده حجة اللغويين وعمدة الأطباء والعشِّابين، فلا يتخرج طبيب أو يبرز عشَّاب إلا بعد أن يهضم كتاب النبات للدِّينوري وأن يتمثَّله!

وبالكتاب 1120 نوعاً لنباتاتٍ شتَّى، جمعها المؤلِّف من مصادر مختلفة. ولعله لم يُصنِّف مثله بالعربية في موضوعه.

 

والحق أن هناك إجماعاً بين مؤرِّخي العلوم على أن أول من ألَّف من علماء العرب في مجال النبات هو أبو حنيفة الدينوري.

وقد أخذ الدِّينوري في مؤلَّفه عن البصريين والكوفيين، وأكثر أخذه من ابن السكيت حيث تتلمذ على مؤلَّفاته. وقد تتلمذ على الكتاب علماء كثيرون أشهرهم ابن زهر

والنسخة الأصلية للكتاب مفقودة!. ولكن مادتها محفوظة، بشكلٍ متفرقٍ ومتناثر، بين دفَّات كتب فقهاء اللغة، وبخاصة ابن سيده وعلماء العلوم وبالذات ابن البيطار.

ولما كان الغرض من تأليف هذا الكتاب هو شرح النباتات الكثيرة التي ذكرها الشعراء العرب في أشعارهم، فقد اقتصر على نباتات بلاد العرب والنباتات الأجنبية التي تأقلمت فيها.

 

ويبدأ الكتاب بوصف تفصيلي لأنواع تربة بلاد العرب، وتركيبها، ومناخها، وتوزيع مائها والأحوال العامة اللازمة لنمو النباتات فيها. ثم يتناول تصنيف النباتات بصفةٍ عامة وترتيب كل نبات منها على حدة، مقسماً إيَّاها إلى أنواعٍ ثلاثة: نباتات تزرع ليقتات بها الناس، وأخرى برية، وثالثة تُثمر ما يؤكل. ويتناول الكتاب النوع الثاني من النباتات وفقاً لأماكن تواجدها، وطبيعتها، وقيمتها الاقتصادية.

وإجمالاً، فالنبات للدِّينوري، ذو أهمية عظمى لدى علماء العرب وعلماء الغرب الذين اعتمدوا عليه في مؤلَّفاتهم زمناً، واعتبروه دائرة معارف نباتية عربية على جانب كبير من الكفاية والوضوح.

ونظراً لأسلوب عالمنا الذي يمتاز بصبغته العلمية المستمدة من الملاحظة والتجريب والاستنتاج المنطقي، لذا فان العلماء لا يسعهم –عندما يقتبسون منه- إلَّا أن ينقلوا عبارات الدِّينوري دون تغييرٍ أو تبديل!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى