كوكب عُطارِد
2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2
شوقي محمد صالح الدلال
KFAS
عطارد هو أقرب الكواكب إلى الشمس .
يبلغ قطره 4887 كيلومتراً ، وهو بالتالي ثاني أصغر كواكب المجموعة الشمسية بعد بلوتو ، وهو كذلك أصغر من قمر المشتري غانيمد *(Ganymede) ، ومن قمر زحل تيتان *(Titan)، وقريب جداً في حجمه من قمر المشتري كاليستو *(Callisto)
يكمل عطارد دورة واحدة حول الشمس كل 87.97 يوماً على مسافة متوسطة تساوي 0.39 وحدة فلكية ، وليس لعطارد تابع طبيعي .
يتراوح بعده عن الشمس 0.31 و0.47 وحدة فلكية ، وله اختلاف مركز مداري يساوي 0.205 ، وهو كبير نسبياً (انظر eccentricity) .
يتغير أكبر مطال *(elongation) له من الشمس بين 28° و 18°، لذا لا يمكن مشاهدة عطارد إلا عندما يكون منخفضاً في السماء ومغموراً بضوء الشفق .
ولعطارد أطوار تتغير بين بدر كامل عندما يكون في وضع الاقتران العلوي إلى هلال جديد عندما يكون في وضع الاقتران السفلي ، ويمكن مشاهدة عبوره أمام قرص الشمس كل 7 أو 13 سنة أو مجموعة مؤتلفة من هذين الرقمين .
تساوي مدة دوران عطارد حول نفسه 58.6 يوماً كما أثبتته القياسات بالرادار عام 1965 ، وتعادل هذه المدة 3/2 مدة دورانه حول الشمس تماماً.
وربما يرجع ذلك إلى الارتباط المديجزري بين الزيادة في قوة الجاذبية عندما يكون الكوكب عند نقطة الحضيض والشذوذ في تضاريسه السطحية المنتشرة فوق سطحه الكروي ، وهذه المدة قريبة من المدة الاقترانية المدارية (synodic period)*.
مما حمل علماء الفلك سابقاً الذين شاهدوا وجهاً واحداً للكوكب فقط عندما يكون وضع المقابلة مناسباً – على الاعتقاد خطأً أن له مدة دورانية متزامنة مع دورته المدارية من 88 يوماً تقريباً .(انظر الشكل)
وقد وجد مسبار الفضاء مارينر 10 (Mariner)، الذي اقترب من الكوكب ثلاث مرات عامي 1974 و1975 ، أن درجة الحرارة العظمى على سطحه خلال النهار تساوي 190 C° ، وتصل إلى 450 C° عندما يكون الكوكب عند حضيض مداره ، وتنخفض درجة الحرارة ليلاً حتى -180 C° .
يبلغ طول يوم عطارد عامين ، وهو نتيجة مباشرة لحركتيه الدورانية والمدارية .
والغلاف الجوي لعطارد في غاية الرقة ، ويتكون بشكل رئيس من الهليوم والأرغون . تبلغ كثافة عطارد 5.4 مرات كثافة الماء مما يدل على أن له قلباً من النيكل – الحديد قد يصل قطره إلى 3600 كيلومتر ، أو 75% من قطر الكوكب ، وهي أعلى نسبة بين الكواكب.
وقد وجد مسبار الفضاء مارينر أن لعطارد مجالاً مغنطيسياً تبلغ شدت 3.5 ´ 10-7 تسلا ، أو ما يعادل 1% من شدة المجال المغنطيسي الأرضي تقريباً ، ولا يعرف ما إذا كان هذا المجال ناشئاً عن قلب الكوكب أو عن المغنطيسية الدائمة لقشرته.
وقد أوضحت الصور التي التقطها مسبار الفضاء مارينر 10 لنصف كوكب عطارد أن مظهره يشبه القمر ، وتنتشر على سطحه الفوهات بكثافة ، وتتخللها سهول مغطاه بالحمم تسمى بحاراً *(maria).
يبلغ قطر أكبر الآثار الارتطامية على سطح الكوكب 1300 كيلومتر ، ويسمى حوض كالوريس (Caloris Ba-sin)* ، وهو يشبه بحر الأمطار *(Mare Imbrium) على سطح القمر ، وفي الجهة المقابلة لكالوريس توجد مساحات من الأراضي شديدة الوعورة يعتقد أنها نشأت عن موجات صدمية نتيجة الارتطام نفسه .
أما غطاء المقذوفات حول الفوهات فيبلغ في حجمه نصف ذلك الذي يحيط بالفوهات القمرية التي لها القطر نفسه ، ولعل ذلك يرجع إلى أن لعطارد ضعف الجاذبية السطحية للقمر.
ومن أهم المعالم التي يمكن مشاهدتها على عطارد دون القمر والمريخ هي وجود صفوف من المنحدرات الصخرية الشاهقة تسمى بالمنحدرات المفصصة *(lobate scarps).
ويبلغ ارتفاع هذه المنحدرات ثلاثة كيلومترات ، وطولها 500 كيلومتر ، ويعتقد أنها نشأت من تجمد القشرة الغنية بالسيليكات عندما أخذت درجة حرارة سطح عطارد في الانخفاض قبل بضعة بلايين من السنين .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]