كيفية اكتشاف الأعماق المحيطات
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
في عام ١٨٧٢، قامت بعثة HMS تشالينجر برحلة بحرية كانت مدتها أربع سنوات والتي كانت بمثابة اعلان ولادة علم المحيطات الحديث. وقد حملت السفينة عددا من أدوات علم المحيطات الحديثة، والتي أثبت معظمها عدم فعاليته، إلا أنها كانت في جوهرها مشابهة في التصميم لأدوات أخذ عينات المياه، وأدوات أخذ العينات الجوفية وأجهزة الالتقاط وأجهزة القياس الأخرى في عصرنا الحاضر. وقد كانت أدوات أخذ العينات البحرية مصممة إما لأخذ العينات من الماء أو الرواسب أو الحيوانات من الأعماق ليتم دراستها وتحليلها أو لتوثيق الحالة الفيزيائية تحت السطح.
تتكون معظم أجهزة أخذ العينات من اسطوانة مفتوحة من كلا الجانبين والتي يتم تنزيلها إلى العمق المطلوب. ويتم إلقاء وزن على خط موجه لتحرير النهايتين فتنغلقان فجأة على الأسطوانة للحيلولة دون تلوث المياه أثناء رفعها إلى السطح. وتستخدم آليات مشابهة في الشبكات المفتوحة لإلتقاط العوالق على أعماق مختلفة. وقد تحتوي الشبكات الأكثر تطورا على مقاييس للتدفق بهدف حساب كميات المياه المارة بالشبكة أثناء فترة أخذ العينة. ومن خلال إحصاء عدد الكائنات، وربط ذلك بحجم المياه المتدفقة، يمكن تقدير كثافة الأحياء، وبالتالي تخمين انتاجية كتل مائية محددة.
ويتم سحب أجهزة تسجيل العوالق المستمرة خلف مركبة متحركة، حيث تقوم بالتقاط العوالق على اسطوانة رقيقة تتحرك بشكل مستمر وتمر عبر خزان للحفظ. ومن خلال ربط العينات بسجلات السفينة يمكن تحديد مواقع العينات على طول مسار الرحلة البحرية. وقد أسهمت السفن التي تجر أجهزة أخذ العينات تلك في المحيط الأطلسي الشمالي خلال العديد من العقود في إعطاء المعلومات حول التغيرات في انتاجية المحيط، وبدايات فترة نشاط تلك العوالق، بالاضافة إلى الدور الذي تلعبه درجة حرارة المياه في الدورة السنوية للانتاجية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]