البيولوجيا وعلوم الحياة

كيفية الحفاظ على الدم من الملوثات

2013 آلات الحياة

د.ديفيد س. جودسل

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كيفية الحفاظ على الدم من الملوثات الدم البيولوجيا وعلوم الحياة

يوجد الكثير من الآلات التي تسخدمها جهازنا المناعي في الدم أيضاً وهي تمدنا بحماية ثابتة ضد الكائنات التي تغزو الجسم مثل الفيروسات والبكتيريا.

وتعمل الأجسام المضادة في بلازما الدم كخط دفاعنا الأول. فهي تصل إلى الجزيئات غير المألوفة للجسم والتي توجد متصلة بخلايا الكائنات الغريبة، وتقوم بوسمها لكي يتم تحطيمها بواسطة خلايا الدم البيضاء.

 

وتذخر البلازما بمختلف أنواع الأجسام المضادة، والتي يتم تصميم كل منها لكي ترتبط بجزىء غير آدمي مختلف.

وربما تتساءل حول الكيفية التي تستيطع بواسطتها الخلايا المنتجة للأجسام المضادة أن تقوم بتصميم جسم مضاد ليرتبط ببروتين لم يسبق للجسم رؤيته من قبل!!

 

وكما هو الحال مع أغلب الحالات في علم البيولوجي، فإن هذا يحدث بواسطة خليط من العشوائية (Randomness)  والانتخابية (Selection).

خلال المراحل الأولى من تطور جسم الإنسان، يستخدم الجهاز المناعي الآخذ في النمو إتحاداً ماهراً بين مجموعة من الجينات وذلك لبناء العديد والعديد من الخلايا الليمفية3 (Lymphocytes).

 

وتقوم كل خلية ببناء نوع فريد من الأجسام المضادة. والبعض من هذه الأجسام المضادة سوف يقوم بالارتباط بالبروتينات المعتادة في الجسم، والبعض الآخر سوف يرتبط ببروتينات أخرى لم يسبق لنا مواجهتها من قبل.

ثم يقوم الجهاز المناعي بإعدام كل الخلايا التي تنتج أجساماً مضادةً ضد جزيئات الجسم، ولذلك فإن الخلايا المتبقية والتي تظل معنا في فترة البلوغ يمكنها أن تقوم فقط ببناء مجموعة من الأجسام المضادة العشوائية والتي يمكنها الارتباط بالجزيئات الغريبة.

 

كما أن هذه الخلايا الليمفية الناضجة يكون لديها أيضاً القدرة على عمل تعديلات طفيفة في هذه الأجسام المضادة بمجرد أن يُثبت لها أنها مفيدة للجسم، حيث تقوم بتغيير حمض أميني هنا وآخر هناك حتى يمكن للأجسام المضادة القيام بوظيفتها على أتم وجه وذلك ضد الأخطار المحدقة بالجسم.

تحتوي بلازما الدم على مجموعة أخرى من البروتينات المناعية – وهذا ما يعرف بالجهاز التكميلي (Complement System)– والتي تتخصص في قتل البكتيريا.

 

ولهذه البروتينات أهمية خاصة في محاربة الإصابات البكتيرية في الدم، حيث تستطيع البكتيريا أن تصل وبسرعة إلى جميع أجزاء الجسم وذلك إذا استطاعت أن تكسب « موطىء قدم » لها في الدم.

ويتركب الجهاز التكميلي من مجموعة متتالية من البروتينات وذلك بطريقة تشبه البروتينات المتتالية المشتركة في تجلط الدم، مع وجود «مُستشعر» (Sensor) يعمل على تنشيط عدة دورات لعمل « بروتينات تكبير الإشارة »،

 

وهذا يؤدي في النهاية إلى تسليح الجسم برؤوس حربية قاتلة للبكتيريا. ويتركب «المستشعر» من بروتين سداسي الأذرع يُطلق عليه C1. وعندما ترتبط عدة أذرع من هذا المستشعر في وقت واحد بأجسام مضادة مرتبطة بسطح البكتيريا، فإن هذا يعمل على تحفيز آلية مكونة من أحداث متتابعة لتدمير البكتيريا.

ويؤدي ذلك في النهاية إلى تكوين معقدات لمهاجمة غشاء الخلية البكتيرية حيث تقوم هذه المعتقدات بعمل ثقوب في جدار الخلية الغازية (يمكن تمثيل هذا الجدار كأنه واجهة المبني بالنسبة للخلية).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى