كيفية العناية بفم وأسنان المرأة الحامل
1996 أسنان أطفالي
صاحب القطان
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
كيفية العناية بفم وأسنان المرأة الحامل أسنان المرأة الحامل الطب
من الأمراض المنتشرة انتشارا عالميا هي أمراض الفم وخصوصا التسوس وأمراض اللثة، فهي أمراض تتميز بالتفاقم دون إنذار أو ألم إلا بعد وصولها إلى درجة الخطورة، وهنا تحتاج إلى علاج جذري كالخلع وما شاكل ذلك.
ولذا نرى دائما أن نطبق طرق الوقاية خيرا من العلاج ونقوم بالعلاج اللازم، والمرأة الحامل هي عرضة لهذه الأمراض منذ بداية الحمل.
وواجبنا تجاه المرأة الحامل هو دور وقائي خير من أن يكون علاجياً، ومن المعلوم أنه يجب على كل شخص أن يراجع طبيبه مرة كل ستة أشهر على الأقل.
أما إذا تم الحمل لإحدى السيدات فنرى أن تقوم هناك صداقة علاجية بين الحامل وطبيب الأسنان بمعنى أن تكون زيارتها في فترات منتظمة طول فترة الحمل وتستمر هذه الزيارات طوال فترة الرضاعة.
أما السبب فهو أن السيدة الحامل في فترة الحمل تهتم دائما بالجنين وتغذية الجنين والولادة وتسهيل عمليتها والتحضير للضيف الجديد مهملة في ذلك نظافة فمها.
وحسبنا أن نعلم أن في فترة الحمل يحدث انقلابا في الغدد الصماء ويزداد إفراز بعضها، هذه الإفرازات تضعف اللثة وتجعلها تتفاعل تفاعلا مرضيا مع المهيجات الفمية وهي كثيرة مثل القلح (الترسبات الجيرية) والمضغ وما إلى ذلك.
وبذلك تبدأ اللثة في النزف والتورم ويصبح لونا أحمر داكنا وربما صاحب ذلك إفراز صديد، هذه الإلتهابات تستفحل وتزداد عمقا في الأنسجة وتؤدي في نهاية فترة الحمل إلى خلخلة أحد الأسنان وتستمر في حلقة مفرغة.
فالسيدة الحامل تهمل العناية بأسنانها ويستفحل المرض في عظام الفك ويتخلخل ضرس آخر وهكذا، ولذا يلام دائما في أنه السبب في خلع ضرس أو اثنين.
في الواقع ننصح المرأة الحامل بأن تداوم من ثاني شهر على المراجعة على طبيب الأسنان وهو كفيل بإزالة كل المهيجات الموضعية وإجراء الحشو اللازم وتنظيف أسطح الأسنان وتلميعها طوال فترة الحمل حتى لا تصاب اللثة بمرض البيوريا المخرب.
وكذلك سيقوم الطبيب بتلقين الطريقة الصحيحة في استعمال الفرشاة حيث إنه يجب أن تستعمل الحامل فرشاة ناعمة لا تخدش أو تجرح اللثة، وكذلك نجد أن بعض الحوامل يصبن بأورام عنقودية حول الأسنان، وهذه تؤدي إلى مضايقات للسيدة الحامل حيث تبدأ في النزف عند أول لمسة.
هذه الأورام تختفي بعد الولادة ولكن يجب على المرأة الحامل ألا تنتظر حدوثها حتى لا تؤدي إلى فقدان كمية ما من دم الأم الحامل.
ولقد أجرينا دراسة إكلينيكية لتحديد درجة إصابة الحامل الكويتية بالتهاب اللثة وإيجاد العلاقة بين درجة الإلتهابات في اللثة ومراحل الحمل المختلفة.
وقد أجريت الدراسة سنة 1989 على (200) سيدة كويتية حامل تتراوح أعمارهن من (19-31) سنة في مستشفى الولادة في دولة الكويت وقد تم الاستنتاج من الدراسة ما يلي:
كانت نسبة الإصابة بالتهاب اللثة للسيدات الكويتيات الحوامل 100% وزيادة في الترسبات الجيرية في آخر مدة الحمل عنه في أول مدة الحمل بالمقارنة مع السيدات الكويتيات غير الحوامل ويرجع السبب في ذلك إلى الزيادة في الهرمونات الجنسية أثناء فترة الحمل مما يضعف اللثة ويجعلها عرضة للالتهابات بوجود الترسبات الجيرية.
لذا فإننا ننصح السيدة الحامل بمراجعة طبيب الأسنان حين التأكد من حملها حيث يقوم طبيب الأسنان بإزالة الترسبات الجيرية التي تساعد على التهاب اللثة.
كما تبين من الدراسة الزيادة في الإصابة بتسوس الأسنان ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة إفراز الهرمونات الجنسية التي تساعد على زيادة نسبة البكتيريا المسببة لتسوس في فم الحامل، ولذلك فإن العناية بنظافة الفم تساعد كثيرا على انخفاض نسبة الإصابة بتسوس الأسنان عند الحامل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]