كيفية ترقب هلال القمر الأصغر

2013 دليل مراقب القمر

بيتر غريغو

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

مشاهدات العين المجردة لهلال القمر أول تشكيله نادرة للغاية. فالقمر بعمر يوم واحد هو حوالي 13° فقط عن الشمس، ويجعل وهر (سطوع النور) سماء الغسق من شبه المستحيل التقاط المشهد دون أداة مساعدة بصرية. والمنظار المزدوج مثالي للتصفح الشامل للأفق الغربي بعد الغروب بحثاً عن هلال القمر أول نشوئه. ونظراً لأن القمر ليس كرة ملساء، لا يمتد الهلال الصغير إلى نصف دائرة كاملة حول حافة قرص القمر – المناطق المظللة للتضاريس العالية على خط فصل القمر تتجه نحو المراقب وتحجب بعض الأجزاء المضاءة بالشمس خلفها ويبرز هذا الأثر بشكل أكبر نحو قرون الهلال الضيقة. غير أن القمر الذي عمره نظرياً 14.5 ساعة فقط بمسافة زاويّة قدرها 7.6° عن الشمس يمكن مشاهدته كهلال عبر منظار مزدوج.

خلال ربيع نصف الكرة الشمالي (مارس/ آذار وأبريل / نيسان) تشكل دائرة الخسوف زاويتها الأشد انحداراً مع الأفق الغربي وهذا أفضل وقت في السنة لالتقاط الهلال الصغير جداً بما أن القمر (القريب دائما إلى دائرة الخسوف) سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق بعد غروب الشمس. وفي أقاصي نصف الكرة الجنوبي يتمتع المراقبون بصورة أفضل لهلال القمر الصغير خلال سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين أول، عندما تشكل دائرة الخسوف زاوية أكثر انحداراً مع الأفق الغربي بعد غروب الشمس. وكلما ارتقى القمر في السماء كلما قلت عتمة الجو التي ينبغي أن يسطع خلالها، مما يزيد فرص المراقب لمشاهدته. ويعرض هلال القمر بعمر اليوم الواحد عند النظر إليه عبر التليسكوب هلالاً رقيقاً ملتوياً غير منتظم وباهت مترقرقاً مع الاضطراب الجوي- حتى أكثر مراقبي القمر خبرة سيجد صعوبة في تحديد أية ملامح قمرية بإيجابية في هذه الظروف.