علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية تطور البيئات على الأرض دون تكرار

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

الأرض كيفية تطور البيئات على الأرض علوم الأرض والجيولوجيا

يرتبط تاريخ تطور مناخ الأرض بالشواهد التي كان عليها الجو المحيط بها وتغيره المضطرد.

ومناخ الأرض في الماضي يمكن التعرف عليه من مصدرين أحدهما المعادن أو الرواسب، والآخر الأحياء التي كانت تعيش من نبات وحيوان.

 

– الطور الأول: 

لا يعرف على وجه التحديد ما كانت عليه الأرض عند نشأتها منذ (3.5 – 4.5 × 109) عام مضت إلا مما نستنتجه من الحقائق الكونية.

ومع هذا فالمعتقد أن الغلاف الجوي سادته ظروف اختزال، وكان غنياً بالأمونيا والميثان، وقد استدل على ذلك بوجود بعض معادن محفوظة حتى الآن لم تتغير ومثيلاتها ليست ثابتة في وجود الأكسجين الجوي في وقتنا هذا.

 

– الطور الثاني: 

يشمل الفترة (2.9 – 3.5 × 910) عام مضت ظهرت الحياة منذ (3.5 × 910) ممثلة في البكتريا أو الطحالب البدائية التي بدأت في عملية البناء الضوئي، مستخدمة ثاني أكسيد الكربون لتنتج أكسجيناً– غير أن هذا الأكسجين استهلك في البداية في عملية أكسدة بعض المعادن مثل الحديد.

وقد كان الجو دافئاً لدرجة أنه ساعد على عملية التمثيل الغذائي في الكائنات الحية. 

وكذلك ساعد على وجود مياه جارية (غير متجمدة). ويحتمل أن درجة الحرارة قد تراوحت في المتوسط ما بين 10–25 درجة سيليزية.

 

– الطور الثالث: 

(من 0.57 – 2.9 × 910) عام مضت، هذه الفترة الطويلة كانت مسرحاً لبداية التطور البطيء للكائنات الحية البدائية، كذلك لنمو وزيادة سمك القشرة على الأرض المتطورة.

وكانت كمية الأكسجين في الجو قليلة ولكنها في ازدياد تدريجي لدرجة ساعدت على تطور الكائنات لاستخدامه في عمليات الأيض (البناء الحيوي).

 

وبزيادة الأكسجين تكونت خامات أكاسيد الحديد في أنحاء العالم تحت ظروف تتطلب متوسط درجة حرارة ما بين 10–25 درجة سيليزية.

كان تكوين الحجر الجيري بشكل واسع دليل على أن متوسط درجة الحرارة السنوية في المحيطات الضحلة بلغ أكثر من 15 درجة سيليزية.

 

– الطور الرابع: 

مرحلة ما بين (250 – 570 × 610) عام مضت حيث استطاعت الكائنات البحرية استخلاص كربونات الكلسيوم من مياه البحر لتفرزه في شكل هيكل يحفظها من الأعداء.

هذا التكلس حدث بمساعدة وجود مناخ دافئ وزيادة في الأس الهيدروجيني لمياه البحر، التي يمكن إرجاعها إلى زيادة تجوية وتحلل الكائنات الحية على الأرض، مما أدى إلى زيادة ملوحة البحار.

كانت النباتات الأرضية في البداية وحيدة الخلية، وبعد فترة ظهرت نباتات المستنقعات.

 

ظل الحال هكذا حتى (400 × 610) عام مضت حين تطورت النباتات الأرقى مثل النخيل والسرخسيات.

وكل هذه النباتات تعيش اليوم في درجة حرارة (10 ± 25) درجة سيليزية ودرجة رطوبة 50% أو أكثر. وكان أول مستقنع لتكوين الفحم قد تكون منذ (340 × 610) عام مضت.

وقد أدى ذلك إلى تقليل نسبة وجود ثاني أكسيد الكربون في الجو، مما كان له تأثير على حفظ التوازن بين مكونات الجو.

 

– الطور الخامس: 

من (100 – 250 × 610) عام مضت جاء عصر جليدي آخر سبق زمن حقب الحياة المتوسطة ذات المناخ المعتدل. 

وعرف ذلك العصر بسيادة الزواحف العملاقة، وحدثت من آن لآخر زيادة في نشاط البراكين مما كان له أثر في زيادة وجود ثاني أكسيد الكربون في الجو والمحيطات ورواسبها.

 

إلا أن استخلاصه من الجو لتكوين الفحم وتكوين الحجر الجيري كان مضطرداً حتى حافظ على توازن وجوده في الجو.

وأصبح أقصى تغيير لمخزون ثاني أكسيد الكربون في العالم– حين تفاعلت البيكربونات في مياه البحار وتكون الحجر الجيري (كربونات الكلسيوم)، الذي عمل على وقاية الجو من كارثة انخفاض الأس الهيدروجيني (PH) في المحيط.

 

– الطور السادس: 

آخر مراحل تاريخ الأرض من (100 × 610) عام مضت إلى يومنا هذا.

وتتميز بوجود تنوع في المناخ مع زيادة في رقعة القارات مما يشير إلى بداية العصر الجليدي الحديث من (2 × 610) وربما يكون مستمراً (بالزيادة أو بالنقصان) لمدة طويلة.

 

والخلاصة فإنه بالرغم من وجود تغيرات كبيرة في مناخ الأزمنة القديمة، إلا أن مثل هذه التغيرات لا تتعدى حدوداً معينة، وذلك لأن السجل الأحفوري للحياة يشير إلى أن البيئات كانت مناسبة لعمليات التمثيل الغذائي تحت درجة حرارة من (25 ± 10 درجة سيليزية) وذلك بالرغم من الثورات التي حدثت.

وبذلك يكون قانون استمرارية الحياة لم يطرأ عليه تغيير على مدى التاريخ الجيولوجي. 

إذا لم يحدث أن قضى على كل الكائنات الحية (نبات وحيوان) مرة واحدة في وقت واحد، نتيجة لحدوث كارثة طبيعية أو لوجود مناخ غير ملائم. وقد استمرت الحياة في التطور ولكن تطوره لم يكن بانتظام.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى