البيولوجيا وعلوم الحياة

كيفية جمع العينات الحشرية من منشأة مطوقة

2011 علم الحشرات الجنائي

وليد عبد الغني كعكه

KFAS

منشأة مطوقة كيفية جمع العينات الحشرية البيولوجيا وعلوم الحياة

تشكل المنشآت المطوقة أو المحصورة مشاكل عديدة لعالم الحشرات الجنائي في تقييمه للأنواع الحشرية التي تنجذب للجثث، والتي تعتبر دليلاً في التحقيق الجنائي. وهناك بعض الحالات لا بد من ذكرها:

1- في حال كانت المنشأة المطوقة مغلقة بشكل جيد (مثال: سيارة جديدة بأبواب ونوافذ مغلقة، غرف مغلقة بشكل جيد، أوعية معدنية غير منفذة للهواء) فإن المواد الجاذبة للحشرات لا تنتشر بسرعة كما هو الحال في الجثث المعرضة للهواء.

والسؤال الذي قد يسأل… ما هو الوقت الذي انقضى قبل تسرب الروائح من الجثة إلى خارج المنشأة.

وفي بعض الحالات قد لا تتسرب أو تنفذ الروائح من الوعاء المغلق بشكل جيد. ومع ذلك، لا بد لعالم الحشرات الجنائي من أن يقوم بفحص مسرح الجريمة بشكل كامل وشامل لكي يتأكد من عدم وجود أي طور من أطوار الحشرة.

 

2- في حال نفاذ الروائح إلى خارج المنشأة المطوقة، فإن الحشرات لا تزال غير قادرة على الوصول إلى الجثة داخل المنشأة. وسيكون هناك عدد لا بأس به من الذباب وغيرها من حشرات الجثث التي تحاول الدخول والوصول إلى الجثة.

ويشير تواجد الذباب المعدني خارج المنشأة أو الوعاء المغلق أو شبه المغلق (داخل صندوق السيارة مثلا) بأن هناك شيئاً ما في الداخل ميت وفي بداية تعفنه.

ويجب في هذه الحالة جمع كل الحشرات الطائرة باستخدام شبكة الحشرات الهوائية والمصائد اللاصقة، أما الحشرات الزاحفة الأرضية، فيمكن جمعها باليد أو استخدام بعض الطرق التي تم شرحها في فصل جمع وحفظ العينات الحشرية.

ويمكن عن طريق معرفة الفترة الزمنية لتواجد البقايا من معرفة الأنواع الحشرية المتعاقبة على الجثة خلال هذه الفترة (Megnin 1894)، حيث يعتمد إنتاج روائح مختلفة على المراحل المختلفة من تحلل الجثة.

فعلى سبيل المثال، إذا تواجدت أنواع الذباب المعدني وهي تحاول الدخول للمكان المطوق فهذا يشير إلى قصر فترة ما بعد الوفاة، بينما إذا تواجد الذباب المنزلي (فصيلة Muscidae) والذباب ذو السنام الظهري (فصيلة Phoridae) فهذا يشير إلى فترة زمنية طويلة.

 

3- لا يمكن مقارنة درجة الحرارة داخل المنشأة المطوقة مع تلك التي يتم الحصول عليها من مركز الأرصاد الجوية القريب من مسرح الجريمة أو مكان تواجد الجثة، حيث تختلف تلك الدرجات عن بعضها في بعض الأحيان.

ولذلك يجب على عالم الحشرات الجنائي أن يقوم بتسجيل درجات الحرارة أثناء زيارته لمسرح الجريمة للتأكد من تسجيل دقيق للظروف البيئية المحيطة بالجثة.

ويساعد التسجيل الدقيق لدرجات الحرارة في الحصول على تقدير مناسب وواقعي لفترة نمو الأطوار اليرقية للحشرة، وبالتالي الحصول على تقدير دقيق لفترة ما بعد الوفاة.

 

فعلى سبيل المثال (Haskell 2000a)، إذا كانت السيارة متواجدة على سطح إسفلت أسود مع انغلاق النوافذ، وحتى في الأيام المشمسة المعتدلة (24° م)، فقد يتم تسجيل درجة حرارة داخل مقصورة أو صندوق السيارة بحوالي 44° م (أي 20° م أعلى من درجة حرارة الجو).

وقد تسرع هذه الحالة من النمو اليرقي بحوالي درجة مئوية واحدة والتي تساوي عدة أيام، وبذلك تؤدي إلى خطأ كبير في تقدير فترة ما بعد الوفاة.

ويجب على عالم الحشرات الجنائي أن يربط، وبشكل دقيق وواضح، بين درجات الحرارة التي يتم الحصول عليها من محطة الأرصاد الجوية وبين تلك التي يتم تسجيلها في بيئة مطوقة.

إذا قام عالم الحشرات الجنائي بزيارة مسرح الوفاة داخل منزل مغلق بشكل جيد، فعليه أن يفحص أولاً وضع الترموستات (منظم الحرارة الآلي) والذي ينظم نظام التدفئة والتبريد.

وفي حال عمل أي من هذين النظامين فإن درجات الحرارة تكون ثابتة خلال فترة تواجد الجثة، وهذا يسمح بتقدير أكثر دقة لمعدل نمو الحشرة. ولا بد من الانتباه إلى أنه في بعض الحالات، قد يفتح الشخص الأول الذي يصل إلى مسرح الجريمة أو المنزل كل النوافذ للتخلص من الروائح المنتشرة في الداخل، وفي هذه الحالة فإنه يصعب تقييم درجات الحرارة الفعلية التي تعرضت إليها الحشرات.

يحتاج عالم الحشرات الجنائي أثناء جمعه للعينات الحشرية داخل المنشأة المطوقة إلى معرفة الأماكن التي تهاجر إليها الحشرات وتتجمع فيها. ففي حال تواجد الجثة في مراحلها المتاخرة من التحلل (مرحلة الهيكل العظمي ومرحلة التحنط) داخل المنزل، فإنه من المستحيل تواجد أكثر من جيل واحد من اليرقات التي هاجرت من البقايا وتغيرت إلى عذارى وخرجت كحشرات كاملة.

 

وعلى عالم الحشرات الجائي أن يفحص حواف أو زوايا الغرفة (بين سطح الأرض والحيطان) وتحت السجاد، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الذباب أو أكياسها ذات اللون البني الداكن أو البني المحمر أو الأسود. وقد تتواجد العذارى أيضاً في تشققات الأخشاب داخل المنشأة.

وفي كثير من الأحيان، يتسائل محققوا مسرح الجريمة عن تواجد براز الفئران في الغرفة النظيفة حيث تتواجد الجثة، ولكن في الأغلب إنها ليست براز الفئران وإنما أكياس عذارى الذباب.

ويمكن معرفة الفرق بينهما بتواجد خطوط التمفصل أو التفصص Segmented Lines أو الدروز Sutures على عذارى الذباب وعدم تواجدها على البراز.

قد تهاجر اليرقات من الغرفة التي تتواجد فيها الجثة لتتعذر في غرف أخرى، حيث يمكن لليرقات أن تهاجر لمسافة 50 م في البيئة المفتوحة، أما داخل المنشأة المطوقة فقد تهاجر إلى الحدود الخارجية للمنشأة. وفي حال التحلل المتقدم للجثة، قد تتواجد الحشرات في الدور التحتاني (تحت الأرض) أو في المكان الفارغ تحت المنشأة (فراع بعلو من 50 – 80 سم في أغلب الأحيان).

 

أما في حال تواجد الجثة داخل سيارة، فقد تتواجد اليرقات والعذارى تحت السجاد وفي أرضية السيارة وبين المقاعد أو تحت التنجيد إذا كانت قريبة من الجثة. وقد تهاجر اليرقات إلى صندوق السيارة لتتعذر.

بما أن الذباب البالغ والخنافس التي خرجت من العذارى تحب الضوء والبيئة الخارجية، فإن على عالم الحشرات الجنائي أن يفحص الستائر أو أغطية النوافذ للتأكد من وجود الحشرات البالغة الطائرة.

وقد تأوي عتبات الأبواب والنوافذ داخل المنشأة عدداً كبيراً من الذباب البالغ وغيرها من الأنواع التي أكملت نموها على البقايا وخرجت من أكياس العذارى وحاولت الوصول إلى بيئة طبيعية خارجية.

 

أما إذا كانت المنشأة المطوقة حارة جداً، فيمكن للحشرات أن تموت نتيجة تعرضها لدرجات الحرارة العالية. وقد تتواجد أيضاً داخل المنشأة المطوقة أغلفة عذارى، يرقات وعذارى متطفل عليها، أو يرقات وحشرات بالغة كاملة ميتة.

لا بد من الإشارة إلى ضرورة فحص الجثة وحيطان وسقف الغرفة التي تحتوي على هذه الجثة، وذلك للتأكد من وجود بقع براز أو بقع تقيؤ الغذاء بواسطة العديد من أنواع الذباب. ويجب على عالم الحشرات الجنائي أن يدون ملاحظاته حول كثافة هذه البقع، حيث تعطي ملاحظاته إشارة واضحة حول الحجم النسبي لتعداد الذباب المنجذب للجثة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى