كيفية حدوث الدموع وأسباب نزولها وأهميتها
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
كيفية حدوث الدموع أسباب نزول الدموع أهمية الدموع البيولوجيا وعلوم الحياة
الدموع سائل تفرزه غدد بالعين تسمى الغدد الدمعية. وتساعد الدموع في المحافظة على نظافة العين وحيوية أنسجتها. كما أنها تقاوم نمو الجراثيم لاحتوائها على خمائر محللة، مثل الليسوزيم.
هذا إضافة إلى أن الدموع تساعد على تخفيف الأجسام الغريبة أو إذابتها، وعلى التخلص منها عن طريق توجيهها إلى المسالك الدمعية الأنفية حيث يتم طردها خارج العين.
ويتكون الجهاز الدمعي من جزأين: جزء مفرز للدموع، وجزء مصـرف لها (المسالك الدمعية).
– يتكون الجزء المفرز للدموع: هذا الجزء من غدة دمعية أساسية، وغدد دمعية صغيرة مساعدة، وخلايا تفرز المخاط. والغدة الدمعية الأساسية هي التي تفرز السائل الدمعي.
وتتكون من فصين: فص علوي حجاجي يقع في الجزء العلوي الخارجي لسقف المحجر (بيت العين)، وفص سفلي جفني يقع في الجزء الخارجي للجفن العلوي.
وإفراز هذه الغدة يصب في قنوات دقيقة تقع في الجزء الجيبي العلوي من الملتحمة. أما الغدد الدمعية الصغيرة المساعدة، والخلايا التي تفرز المخاط فتوجد بملتحمة الجفنين العلوي والسفلي.
الجزء المصـرف للدموع (المسالك الدمعية): تعمل حركة الجفنين العلوي والسفلي المستمرة على توجيه الدموع إلى فتحتين إحداهما علوية والأخرى سفلية في نهاية طرف كل جفن من الداخل، وتسميان بالثقبين الدمعيين.
ومن هذين الثقبين تبدأ القنيتان الدمعيتان اللتان تتحدان في قناة جامعة تصب في الكيس الدمعي. ويقع الكيس الدمعي في حفرة في العظم الدمعي، بجانب الجزء العلوي من الأنف.
ومن هذا الكيس تخرج القناة الدمعية الأنفية التي تنتهي بفتحة في الميزاب السفلي للأنف.
وبفضل هذا النظام الرائع لتصريف الدموع، لا يفيض الدمع ويسيل على الخدين إلا إذا زاد إفرازه أو انسدت مسالكه، كما سوف نذكر فيما بعد.
والجدير بالذكر أن إفراز الغدة الـدمعية لا يحدث بعد الولادة مباشرة، وإنما بعد ثلاثة أشهر من الولادة. لذلك يبكي الطفل حديث الولادة بدون دموع.
وقد يحدث في بعض الأطفال حديثي الولادة أن لا يكتمل نمو المسالك الدمعية وتبقى مسدودة، ويتأخر ذلك إلى ما يقرب من ثلاثة إلى ستة شهور بعد الولادة. وفي هذه الحالة يلاحظ أن عين الطفل تتجمع بها الدموع خاصة عند البكاء، وهذه الحالة لا تظهر بوضوح إلا بعد الشهر الرابع من الولادة.
وفي مثل هذه الحالات يجب الاهتمام بنظافة العين، وإرشاد الأم إلى ضرورة الضغط على مكان الكيس الدمعي لطرد الدموع المتجمعة، وللمساعدة على انفتاح المسالك الدمعية. ويحسن استشارة طبيب العيون في هذه الأمور.
أما في الكبار فتحدث زيادة الدموع نتيجة حالة من اثنتين: إما زيادة إفراز الغدد الدمعية، وإما وجود خلل في تصـريف السائل من الغدد إلى المسالك الدمعية.
وفي الحالة الأولى تزداد إفرازات الغدد الدمعية بسبب حالة نفسية انفعالية كالغضب والبكاء والتوتر – بل أحيانا من شدة الفرح – أو لوجود جسم غريب بملتحمة أو قرنية العين، أو نتيجة وجود التهابات حادة بالعين.
وقد تنهمر دموعنا أحيانا لوصول أبخرة مهيجة إلى العينين، كالزيوت الطيارة التي تنبعث من البصل عند تقطيعه.
أما زيادة الدموع بدون زيادة في إفرازات الغدد الدمعية فقد تحدث أحيانا بسبب انقلاب الجفن إلى الخارج بحيث يظهر السطح الداخلي للجفن، وبالتالي لا يتم تصـريف الدموع من خلال الثقبين الدمعيين.
كذلك تزداد الدموع في أحيان أخرى بسبب انسداد المسالك الدمعية نتيجة إصابة أو التهاب بها، أو نتيجة لالتهاب مزمن بالجيوب الأنفية أو مع تقدم العمر.
وكما أن هناك أسبابا تساعد على زيادة الدموع هناك أيضا أسباب تعمل على قلتها مسببة ما يسمى بجفاف العين. و
من المهم جدا ألا تصاب قرنية العين بالجفاف حتى لا تفقد لمعانها وشفافيتها، حيث إن القرنية هي أول جزء من مكونات العين التي تخترقها الأشعة، وشفافيتها تمكننا من رؤية الأشياء بوضوح.
ولتوضيح دور الدموع وأهميتها في المحافظة على شفافية القرنية يلزم أن نعرف أن الدموع المنتشـرة أمام القرنية تتكون من ثلاث طبقات، لكل منها وظيفة خاصة:
– الطبقة الدهنية الخارجية: وهذه تفرزها الغدد المساعدة بالملتحمة، وهي طبقة دهنية تقلل من تبخر الطبقة السائلة الوسطى، وتساعد على سهولة احتكاك الجفون بالسطح الخارجي للمقلة عند حركتها.
– الطبقة الوسطى: وتفرزها الغدة الدمعية الأساسية والغدد المساعدة. وأهم وظائفها إمداد القرنية بأكسيجين الهواء المذاب فيها، كما أنها تحتوي على الخمائر التي تقاوم الجراثيم وتساعد على غسل أي ترسبات على القرنية أو الملتحمة.
– الطبقة الداخلية المخاطية: وهي طبقة رقيقة من المخاط تفرزها خلايا موجودة بالملتحمة، وتساعد على توفير الظروف المناسبة لبقاء خلايا القرنية الخارجية رطبة ومبللة جيدا بواسطة الطبقة الوسطى.
وأي خلل في تكوين الطبقات الثلاث يؤدي إلى جفاف العين، كما يحدث في حالات تليف الغدد الدمعية وقنواتها أو ضمورها، أو نقص فيتامين أ، أو في حالات الالتهاب المزمنة بالملتحمة كالتراكوما، أو في حالات الحساسية الذاتية.
ومن أعراض جفاف العين حرقان العين وتهيجها خاصة عند التعرض لتيار من الهواء أو لحرارة مرتفعة أو عند القراءة، مع الإحساس وكأن بالعين جسما غريبا، كما يصاحب ذلك دعك العينين وعدم الارتياح للضوء القوي.
وفي هذه الحالة يلزم تعريف المريض بأن هذه الأعراض غالبا ما تكون مزمنة، وأن حدتها تقل بالعلاج المناسب مع استعمال قطرات خاصة كبدائل للدموع، وتجنب التعرض للضوء القوي والحرارة الشديدة والتيارات الهوائية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]