علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية حدوث ظاهرتي”الضباب والضبخان”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ظاهرة الضباب ظاهرة الضبخان علوم الأرض والجيولوجيا

يوجدُ بالهواء كَمِّيَّةٌ من بُخارِ الماءِ. وفي بعضِ الأحْيانِ يَبْرُدُ الهواءُ ويَتَجَمَّعُ بُخارُ الماءِ الموجودُ فيه على شكلِ قَطَراتِ ماءٍ صغيرةٍ جدًّا، وتَبْقى هذه القَطَراتُ مُعَلَّقَةً في الهواءِ بالقُرْبِ من سَطْحِ الأَرْضِ، فيتكوَّنُ ما يُسَمَّى «الضَّبابَ».

ويتكوَّنُ الضَّبابُ في حالتَيْن: الحالةِ الأولَى: عِنْدَما تَبْرُدُ الأَرْضُ بِسُرْعَةٍ في أَثْناءِ اللَّيْلِ يَبْرُدُ الهواءُ المُلامِسُ لَها، ولِذَلِكَ نرَى الضَّبابَ في الصَّباحِ الباكِرِ. والحالةِ الثَّانِيَةِ: عِنْدَما يَمُرُّ هواءٌ دافئٌ رَطْبٌ علَى مِنْطَقَةٍ بارِدَةٍ.

وفي بَعْضِ الأَحيانِ يكونُ الضَّبابُ كثيفًا وتَقِلُّ فيهِ الرُّؤْيَةُ. وعِنْدَها يَنْبَغِي أَنْ يكونَ الإنْسانُ حَذِرًا في حَرَكَتِهِ، فقائدُ السَّيَّارَةِ العاقِلُ يَقِفُ بِسَيَّارَتِهِ علَى جانِبِ الطَّريقِ وينيرُ الضُّوْءَ المُتَقَطِّعَ.

 

والمطاراتُ تَطْلُبُ من الطّائِراتِ عَدَمَ الهُبوطِ فيها، والتَّوَجُّهَ إلَى مطاراتٍ أُخْرَى حِرْصًا على سلامَةِ الطَّائِرَةِ والرُّكَّابِ.

وفي المُعْتادِ يزولُ الضَّبابُ تدريجيًّا بَعْدَ شُروقِ الشَّمْسِ وانْتِشارِ الدِّفْءِ، وتعودُ حَرَكَةُ المُواصلاتِ إلَى حالَتِها الطَّبيعِيَّةِ.

ومِنَ الضَّبابِ صُوَرٌ أُخْرَى مُخْتَلِفَةٌ. وفي بَعْضِ الأَحْيانِ يَخْتَلِطُ الضَّبابُ بدُخَانٍ مُعَلَّقٍ في الجَوِّ، وعِنْدَئِذٍ يُسَمَّى «ضَبَخان»، وهي كلمةٌ «مَنْحوتَةٌ» من كَلِمَتَيْ «ضَباب» و«دُخَان».

 

وتَكْثُر هذهِ الظَّاهِرَةُ في المُدُنِ الصِّناعِيَّةِ الكُبْرَى. وقَدْ حَدَثَ ضَبَخَانٌ فَظيعٌ في مَدينَةِ لندنَ عامَ 1952، أدَّى إلَى وفاةِ أَرْبَعَةِ آلافِ شَخْصٍ، وإلَى ظُهورِ التَّشْريعاتِ الّتي تَحْظُرُ اسْتِخدامُ الوَقودِ الّذي يُنْتِجُ دُخانًا كثيرًا، وبِخاصَّةٍ في المُدُنِ، وإقامَةَ المصانِعِ في المناطِقِ السَّكَنِيَّةِ، وتَعْمَلُ على تجنُّب تلَوُّثِ الهواءِ.

وقَدْ تَوَسَّعَ النَّاسُ في اسْتِخدامِ كَلِمَةِ «ضَبَخَان» فأَصبحوا يُطْلِقونَها على ظواهِرَ مُخْتَلِفَةٍ لَيْسَتْ مُرْتَبِطَةً دائمًا بالضَّبابِ والدُّخانِ.

 

ومِنْ ذَلِكَ عَتَامَةٌ تَعَكِّرُ صَفْوَ الجَوِّ، تَحْدُثُ نتيجةَ تفاعُلِ بعضِ الغازاتِ المُنْطَلِقَةِ من الاحْتراقِ غيرِ الكامِلِ في مُحَرِّكاتِ المَرْكباتِ في المُدُنِ المُزْدَحِمَةِ.

ويَحْفِزُ ضَوْءُ الشَّمْسِ هذهِ التَّفاعُلاتِ، ومِنْ ثَمَّ تُسَمَّى هذه الظَّاهِرَةُ «الضَبَخَانَ الكيميائِيَّ الضَّوْئِيَّ».

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى