كيفية ظهور الحضارة العربية الإسلامية
1995 العلوم والمعارف الهندسية
جلال شوقي
KFAS
الحضارة العربية الإسلامية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
إنه مع تدهور الإمبراطورية الرومانية، مرت على أوروبا عشرة قرون من الزمان تعرف القرون الخمسة الأولى منها (حوالي 500 إلى 1000م) بالعصور المظلمة.
حين هشدت أسوأ فتراتها في القرنين التاسع والعاشر للميلاد، وفيها أخذت كل من حضارة الإغريق وحضارة الرومان في الاندثار، وذلك في وقت كانت فيه الحضارة العربية – التي ولدت في القرن السابع الميلادي – تسعى بخطوات حثيثة نحو عصرها الذهبي.
إن الحضارة الأوروبية الحديثة التي شهدت مولدها الفترة الممتدة من حوالي القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر الميلاديين قد قامت – دون منازع – على أكتاف الحضارة العربية، وإن التاريخ المنصف لتطور العلوم لا بد وأن يتوقف طويلاً عند منجزات الحضارة العربية وأثرها البالغ على الحضارة المعاصرة.
إذ لو لم تقم تلك الحضارة العربية لضاع تماماً تراث الإغريق، ولضاع معه كثير من تراث الفرس والسريان وأهل الهند، ولتأخر بلا شك مولد الحضارة المعاصرة عدة مئين من السنين.
سادت الحضارة العربية الإسلامية العالم المتحضر زهاء ثمانية قرون (700-1500م)، وقد امتدت رقعتها من بلاد الهند شرقاً إلى بلاد المغرب وإسبانيا غرباً، وكان لهذه الحضارة الأثر البالغ في حفظ ونقل تراث الإغريق.
ولو أن فضل الحضارة العربية اقتصر على ذلك لكان فضلاً عظيماً في حد ذاته، فما بل فضل العرب والمسلمين فيما استحدثوا وطوروا وأضافوا وقدموا في فروع المعرفة ومجالات العلم وألوان الفن.
فعن الحضارة الإسلامية أخذت أوروبا علوم الحساب والجبر والفلك والطب والصيدلة والفيزياء والكيمياء والنبات وغيرها من العلوم الحديثة.
وقد تألق نجم الحضارة العربية في عصرها الذهبي الذي شهد القرنان العاشر والحادي عشر للميلاد، في وقت كانت فهي أوروبا ترزح في حُلل الجهل وغياهب الظلام.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]