كيفية نجاح وتطوير شركة السيدة “ميليتا بنز”
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السيدة ميليتا بنز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
وعلى الرغم من أن "مرشح البن" قد صادف نجاحا مستمرا، إلا أن "ميليتا" لم تكن من النوع الذي يقنع بالنجاح.
حيث استمرت في البحث، حتى اكتشفت طرقا جديدة لتحسين ورق الترشيح والدعامات المعدنية المساندة له.
وفي عام 1932 أمكن لفلتر القهوة أن يأخذ الشكل المخروطي الذي ساعد على تصفية القهوة بشكل أسرع، ولم يتغير هذا الشكل منذ ذلك الوقت؛ إلا أنه قد تم استبدال المادة المعدنية بالخزف القوي لتدعيم المرشح، وكان ذلك في عام 1940، هذا بالإضافة إلى تحسين نكهة القهوة.
ولم تكن "ميليتا" باحثة دؤوبة فحسب، بل كانت تملك أيضا الإحساس الفطري للعلاقات العامة، وكانت دائمة البحث عن اسواق جديدة لتسويق منتجها.
الا أنها لم تصبح أبدا سيدة أعمال قاسية، فكانت دائما ما تتذكر سنواتها العجاف، خاصة أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. فكانت نظرتها إلى موظفيها نظرة حنونة وعاطفية، فوفرت لهم ظروفا اجتماعية جديدة من أجل رخائهم ورفاهيتهم.
وقد حمل أحفاد "ميليتا" رسالة الاستمرار في المشروع الذي بدأته جدتهم الرائعة، بعد أن تُوفيت في عام 1950.
وظل المنتج الأساسي لشركة "ميليتا" هو ورق الترشيح، الذي استمر إنتاجه بمعدل يصل إلى 18000 متر كل ساعة، وأخذ يستخدم في إنتاج أكثر من 40 شكلا وحجما للمرشحات المخروطية للقهوة.
وقد توسعت شركة "ميليتا" في منتجاتها لتشمل بعض الملحقات المنزلية المصنوعة من الورق، مثل: حقائب المكانس الكهربائية، ومناشف الورق…. وغيرها.
وقط تطلبت الأوعية الكهربائية لصناعة القهوة، أنظمة مرشحات أكثر تعقيدا، فقامت شركة "ميليتا" بإدخال تعديلات على مرشحاتها لتناسب هذا الوضع، بل وبتسويق قهوة خاصة لذلك.
ومثل الشركات الأخرى، قامت شركة "ميليتا" بتنويع منتجاتها، مثل: أطقم العشاء من الخزف، والسيجار، وعصير الفاكهة.
ونرى اليوم أن الشركة قد وظفت نحو 8000 شخص في 18 دولة، وتبيع منتجاتها في 105 دولة. ويبلغ الدخل السنوي للشركة نحو 950 مليون دولار أمريكى.
فمن اختراع بسيط مثل هذا المرشح المصنوع من ورق النشاف والذي برزت فكرته في لحظة إحباط وغضب.
استطاعت شركة "ميليتا" النمو والتوسع، لتصبح شركة متعددة الجنسيات، بسبب عبقرية وبعد نظر ربة بيت ألمانية قوية العزيمة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]