كيفية نشوء “البكتيريا” وفوائدها المتعددة
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
البكتيريا فوائد البكتيريا كيفية نشوء البكتيريا البيولوجيا وعلوم الحياة
البكتريا هي أولى الأحياء على الأرض، فقد نشأت منذ حوالي ثلاثة آلاف مليون سنة، وانفردت بالعيش في كوكبنا زمانا بلغ حوالي ألفي مليون سنة قبل أن تخلق الأحياء الأخرى الكثر تطورا.
وهي أيضا أبسط الأحياء شكلا وتركيبا، فيتكون الفرد فيها من خلية واحدة كروية الشكل أو عصوية او لولبية او خيطية.
وهي دقيقة لا ترى إلا من خلال المجهر بعد تكبيرها، حتى أننا إذا صففنا ألف واحدة منها متلاصقة جنبا إلى جنب لما جاوز طول هذا الصف مليمتر واحدا.
والبكتريا هي أنشط الأحياء على الإطلاق على الرغم من صغر أحجامها، فمعدلات تكاثرها تفوق كثيرا معدلات تكاثر جميع الأحياء الأخرى. فإذا وفرنا للخلية البكتيرية جميع حاجاتها الغذائية والبيئية في المختبر يمكنها أن تنقسم مرة كل ثلث ساعة.
فأين بين الأحياء ما يتكاثر بهذه السرعة! ولا يستهان بمغزى هذا المعدل السريع ظنا بأن هذه الخلايا على أي حال شديد الصغر.
فقد أجرى أحد العلماء حسابا واقعيا وضح فيه ان خلية بكتيرية واحدة إذا أتيح لها ولنتائجها أن تتكاثر بهذا المعدل لبلغت الكتلة البكتيرية الناتجة من هذه الخلية بعد 48 ساعة فقط حجما يكفي لتغليف الكرة الأرضية بطبقة محكمة سمكها يزيد على عشرين سنتيمترا.
ويدلنا هذا على أن في إمكان الإنسان إنتاج كتل ضخمة من أي نوع بكتيري يشاء- وذلك من خلال زراعة هذا النوع في مصانع خاصة تعرف بالمفاعلات الحيوية.
ويفعل الإنسان ذلك بهدف استخلاص مواد قيمة ينتجها هذا النوع البكتيري، وبهدف استخدام الخلايا الكبتيرية في تحضير اللقاحات اللازمة للتحصين ضد الأمراض.
أما في البيئات الطبيعية فتعيش البكتيريا تحت ظروف غاية في القسوة تقتل معظم أفرادها وتجعلها تتكاثر بمعدلات بطيئة للغاية-
وهذا من فضل الله على خلقه- إذ لو لم يكن الأمر كذلك لملأت البكتيريا الكرة الأرضية ولما تركت فرصة لأحياء أخرى تعيش إلى جوارها.
والبكتيريا هي أيضا أنشط الأحياء في وظائفها الحيوية، فقد حسب أحد العلماء، مثلا، ان خلية بكتيرية واحدة تهضم قدرا من السكر يبلغ عشرة آلاف ضعف وزنها في خلال ساعة واحدة.
وللمقارنة يهضم الإنسان البالغ ما يوازي ألف ضعف لوزنه فقط في فترة زمنية تمتد إلى ربع مليون ساعة أي حوالي نصف عمره.
وبيئات البكتيريا على الأرض كثيرة. فهي تعيش في التربة، حيث قد يحتوي جرام واحد منها على ما يزيد على مليار خلية بكتيرية.
كما أنها موجودة أيضا في المياه العذبة والمالحة، وفي الأطعمة، ومحمولة على حبات الغبار وقطرات البخار في الهواء، كما تعيش على أسطح الأحياء الأخرى وفي أجوافها.
وقد ارتبط لفظ «بكتيريا» في الأذهان بأمراض عديدة تنجم عن بعضها. والواقع أن معظم انواع البكتيريا مسالم لا ضرر منه، كما ان نشاطها ضروري لاستمرار عجلة الحياة على كوكب الأرض بالصورة التي نعرفها.
فالبكتيريا هي التي تحلل الأجساد والأعضاء بعد الموت محررة شتى العناصر إلى صورة تصلح معها كغذاء للنبات ومن ثم كمواد تبنى منها أجيال جديدة من الأحياء.
وهي التي تلعب دورا أساسيا في خصوبة التربة وفي تحسين صفاتها الطبيعية. وهي التي تهضم الأعشاب هضما جزئيا في كروش الحيوانات المجترة فتجعلها متاحة لهذه الحيوانات كغذاء تنتج منه اللحم واللبن.
وهي التي أصبح الإنسان الحديث يستخدمها في صناعات عديدة مثل إنتاج المضادات الحيوية وصناعة التخليل، وإنتاج الجبن والزبادي والأسماك المملحة وغيرها.
وقد استطاع الإنسان مؤخرا أن يبرمج بعض انواع البكتيريا من خلال الهندسة الوراثية واستنبط منها سلالات لها القدرة على إنتاج مواد قيمة لم يكن ينتجها من قبل إلا بعض الحيوانات الراقية.
ومن المتوقع في المستقبل أن يزداد اعتماد الإنسان على البكتيريا لإنتاج غذائه ودوائه وكسائه.
أما أنواع البكتيريا المرضية فهي قليلة نسبيا وشأنها بين سائر البكتيريا كشأن الضواري بين الحيوانات وشأن المجرمين بين البشر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]