التاريخ

مؤلفات العالم “ابن جُلجُل” في علم النبات

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

علم النبات العالم ابن جلجل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

كان عالمنا من كبار العشَّابين في عصره، ذاع صيته بين معاصريه بإضافاته القيِّمة لكتاب الحشائش لديسقوريدس التي أغفلها النباتي اليوناني الكبير، فكانت هذه الإضافات مكمِّلة لترجمة إصطفان بن باسيل لكتاب ديسقوريدس.

وقد ألحق ابن جُلجُل هذا الكتاب بكتاب ابن باسيل، فجاء الكتابان متكاملين تماماً، وبقيا مرجعين يتمم كل منهما الآخر عبر العصور.

وقد فسَّر ابن جُلجُل في كتابه أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس وأفصح عن مكنوناتها، وسمَّاه (كتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس).

وله أيضاً مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدس في كتابه مما يُستعمل في صناعة الطب ويُنتفع به، أسماها (استدراكٌ على كتاب الحشائش لديسقوريدس).

يقول جورجي زيدان في هذا الخصوص في كتابه (تاريخ التمدن الإسلامي) : (… فللعرب القدم المعلَّى في دراسة النبات والتأليف فيه. وقد أخذوا هذا العلم في النهضة العباسية عن مؤلَّفات ديسقوريدس وجالينوس ومن كتب الهند.

وقد نُقل كتاب ديسقوريدس في أيام المتوكل، نقله إصطفان بن باسيل من اليونانية إلى العربية. فالعقاقير التي لم يعرف لها أسماء في العربية تركها على لفظها اليوناني اتكالاً على أن يبعث الله من بعده من يعرف ذلك ويفسِّره.

وحمل هذا الكتاب إلى الأندلس على هذه الصورة، فانتفع به الناس إلى أيام الناصر صاحب الأندلسي في أواسط القرن الرابع الهجري. فكاتبه ملك القسطنطينية عام 337هـ وهاداه بكتبٍ من جملتها كتاب ديسقوريدس باليونانية (مصوِّر الحشائش) بالتصوير الرومي العجيب.

ولم يكن في الأندلس من يُحسن اليونانية، فبعث الناصر إلى الملك طالباً منه من يعرف اليونانية واللاتينية لينقله إلى الأخيرة، وعارفو هذه اللغة في الأندلس كُثُر.

فبعث إليه راهباً اسمه نقولا وصل قرطبة عام 340هـ فعمل هو وآخرون، من مثل النجَّار والخزَّاز ومحمد بن سعيد الطبيب وعبدالرحمن بن إسحاق بن الهيثم وأبو عبدالله الصقلي، على استخراج ما فات ابن باسيل.

وأخيرا جاء ابن جُلجُل في آخر القرن الرابع فألَّف كتاباً فيما فات ديسقوريدس ذِكرُه من أسماء العقاقير والأدوية وذيَّل به ذلك الكتاب)

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى