مؤلَّفات العالم “القزويني”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم القزويني التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
كان القزويني منتجاً للمعرفة وليس مجرد مستهلك لها. فقد أنتج إنتاجاً جماً في جميع فروع المعرفة، غير أنه اشتُهر بمصنَّفين رئيسين:
1-(عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات):
وهو أهمها، وقد اعتمد القزويني في تأليفه على مصنَّفات كلٍ من ابن سينا وابن الهيثم. وقد استشهد فيه كثيراً ببعض نظريات ابن سينا بالذات وآرائه.
والكتاب في واقعه ثروة هائلة من المعلومات في كلٍ من علوم الفلك والحيوان والنبات والأرض.
ويزخر بالقصص اللطيفة التي تساعد القارئ على الاستمرار والمثابرة في قراءته، على طريقة العلماء العرب في ذلك الزمان.
وقد سُمِّي بهذا الاسم لمقدماته الأربع: في شرح العجب، وفي تقسيم المخلوقات، وفي معنى الغريب، وفي تقسيم الموجودات.
وهو يتألَّف – بعد هذه المقدِّمات- من مقالاتٍ ثلاثٍ رئيسة: الأولى في العلويات وتشمل ثلاثة عشر نظراً (فصلاً) معظمها في الفلك، من فلك عطارد وحتى زُحل، فضلاً عن الشمس والقمر، وحقيقة الأفلاك وأشكالها وأوضاعها، وسكان السماوات (الملائكة).
والثانية في السفليات، وتشمل أربعة أنظر (فصول) في كراتٍ أربع: كرة النار، وكرة الهواء، وكرة الماء، وكرة الأرض. والثالثة في الكائنات، وتضم ثلاثة أنظر (فصول) : في المدنيات، وفي النبات، وفي الحيوان.
وقد لعب (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) دوراً مهماً في أوروبا، ليس فقط في علمي النبات والكوزموجرافيا، ولكن في علم الجيولوجيا كذلك، كما اعترف بذلك عالم الجيولوجيا تشارلس لايل في كتابه (مبادئ علم الجيولوجيا) الذي ألَّفه عام 1830، حيث يقول: (إن ما ورد في كتاب القزويني عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، من النظريات الجيولوجية ليدل على نبوغ هذا العالم المسلم وعبقريته).
2-(آثار البلاد وأخبار العباد):
وهو في مجلدين. وهو أول كتاب إسلامي في علوم الكون، إذ يتناول العلم غير الأرضي . وقد جمع مادة هذا الكتاب مما قرأ وعرف وسمع وشاهد من لطائف صنع الله تعالى، وقد بدأ القزويني كتابه، بعد الديباجة، بمقدماتٍ ثلاث: الأولى في الحاجة الماسة إلى معرفة أحداث المدن والقرى، والثانية في خواص البلاد، وهي تنقسم إلى فصلين: الأول في تأثير البلاد في البشر، والثاني في تأثير البلاد في بقية المخلوقات من حيوانٍ ونبات، والثالثة في أقاليم الأرض.
وبعد المقدمات، يفيض المؤلَّف في أخبار الأمم الماضية وتراجم كثيرٍ من الأولياء والعلماء والفضلاء والوزراء والسلاطين والشعراء والكتَّاب وغيرهم.
ومن كتب القزويني الأخرى: كتاب الأقاليم، وكتاب مروج الذَهب ومعادن الجوهر، وكتاب في نظام الكون، وكتاب في صنعة الأرض.
وقد تُرجمت مؤلَّفات عالمنا، وخاصة المصنَّفين الشهيرين، إلى لغاتٍ عديدة، حيث صارا مرجعين يعتمد عليهما علماء العلوم في مختلف أنحاء العالم، وقد انفردا بما يحويانه من معلوماتٍ علميةٍ مفيدة لكلٍ من الباحثين والدارسين على السواء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]