مثابرة إديسون في الإستمرار لنجاح إختراعاته
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
إديسون التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
شيخٌ… دون الثلاثين!!
لسنا نعرف رجلاً كإديسون يحقق صورة المخترع الكامل في أذهان الناس .
كان فقيراً فأثرى ببراعته واجتهاده، وكان يتصف بصفةٍ خاصة، عبقرية الجميع بين الأجزاء الميكانيكية أو الكهربائية المختلفة لاستنباط شيءٍ جديدٍ منها.
تحدَّي النظريات العلمية فأفلح حيث كان يُتوقَّع له ان يخيب. وكان يرى أحياناً، في ومضةٍ من ومضات الإلهام، الطريقة الصحيحة لتحقيق غرضٍ معين.
ولكنه في معظم الأحايين كان يتلمَّس طريقه حثيثاً في صبرٍ ومثابرة. وقد كان عملياً في المقام الأول، لذا نجحت كافة مخترعاته. كما كان متفرداً في تفكيره وليس مثله كسائر العوام.
لم يعبأ بملابسه قط، والرَّاجح أنه لم يرتد بذلة السهرة أكثر من مرة في السنة بعد ذيوع اسمه وعلو كعبه! إذا رأيته بلا زيق، مرتدياً ملابس بقَّعها الزيت ولطَّختها الكيميائيات، حسبته عاملاً عادياً لولا تلك العينان المضطرمتان يقدح منهما النور والنار.
وكان لا يعبأ كذلك بمسرَّات الحياة العادية ومظاهر الرفاهية فيها. كانت داره لا تبعد عن معمله إلَّا عشرات الأمتار.
ومع ذلك كانت تجيء عليه فترات لا يخرج من المعمل لأسبوعين متواليين. وكان يتناول الطعام من النافذة! وقد ظل حتى قبيل مرضه الأخير يشتغل 16 ساعة في اليوم مكتفياً بقليلٍ من الطعام، كسرة خبز وقطعة سردين وكوب لبن!. قيل إنه لما كان يجري التجارب لعمل المصباح الكهربائي من خيوطٍ مصنوعةٍ من دقائق الفحم، بقي في معمله أربعة أيام بلياليها لا ينام ولا يستريح قائلاً: إما النجاح وإما الموت، لا خيار!. لكنه نجح وصنع المصباح الكهربائي الذي نكتب وتقرأ في ضوئه هذه القطوف.
لم يكن يضع لنفسه خطة معيَّنة، وإنما كان هو ومعاونوه يقبلون على العمل مدفوعين بحبهم له من جهة ومن تاكدهم بأنهم سوف يخرجون ما تتردد أنباؤه في مشارق الأرض ومغاربها من جهةٍ أخرى.
كانت الموائد والمقاعد أسرَّة لهم عليها ينامون، وكانت صناديق الأسلاك الكهربائية وسائد بها يتوسَّدون.
فإذا تحقَّق الحلم واستحالت الصورة الذهنية حقيقة واقعة، فرحوا كالأطفال وهلَّلوا وراحوا يحتفلون بها ولهوا في ملاهي نيويورك- جميعهم إلا واحداً.
فقد كان إديسون يتناول بعد ذهابهم عملاً آخر! لقد كانت شُعلة حماسه أشبه بنار الأتون المتألِّقة من غير انقطاع وبثبات دون ما خبوٍ أو لمعان.
وعلى الرغم من كل الحرارة التي كان يتصف بها هو ورجاله أثناء تجاربه العظيمة المتواصلة، كان يحيط بهم جو من السكينة والالتزام. فأحكام (الزعيم) لا ترد وأمره مطاع. كيف لا وقد دُعي (الشيخ) قبل بلوغه الثلاثين!!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]