أحداث تاريخية

مجريات أحداث معركة القادسيّة

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

معركة القادسيّة أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

أرادَ الخليفةُ الرَّاشِدُ عمرُ بنُ الخَطَّابِ أَنْ يَفْتَحَ العِراقَ، فَأَخَذَ يَشْحَذُ الهِمَمَ للاسْتِعدادِ، وأَعَدَّ العُدَّةَ لتَحْقيقِ هذا الهَدَفِ.

وغَادَرَ الجيشُ، بِقِيادَةِ سَعْدِ بنِ أَبيِ وَقَّاص، الحَجَازَ مُتَوَجِّهاً نَحْوَ العراقِ مٌسْتَكْشِفاً البِقاعَ المُؤَدِّيَةَ إلَى الكوفَةِ. وكانَ الخليفةُ عمرُ بنُ الخَطَّابِ يَمُدُّ القائِدَ بالآراءِ السَّديدَةِ والجنودِ الشُّجْعانِ.

وفي عامِ 15 هـ : 636 م الْتَقَى الجَيْشُ الإسْلامِيُّ بالجَيْشِ الفَارِسِيِّ بِقيادَةِ رُسْتُم، وكانَ عَدَدُهُم حَوَاَليْ ثَلاثينَ أَلْفَ مُقاتِلٍ في حينِ كانَ جَيْشُ المسلمينَ بين سَبْعَةِ آلافٍ وثَمانيةِ آلافِ رَجُلٍ.

 

وقَدْ حَاوَلَ سَعْدُ بنَ أبِي وَقَّاصٍ في بَدايَةِ الأَمْرِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ رُسْتُمَ الدُّخُولَ في دِينِ الإسْلامِ. وأُعْجِبَ رُسْتُمَ بِفَصاحَةِ الرُّسُلِ العَرَبِ، ولكنَّه رَفَضَ الدُّخولَ في الإسْلامِ.

فقامَتْ الحَرْبُ بينَ الجانِبَيْن في القادِسِيَّةِ، وهُزِمَ الفُرْسُ، وقُتِلَ رُسْتُمُ، وحَقَّقَ سَعْدَ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ انْتِصاراً كبيراً وغَنائِمَ وفيرَةً.

ثم تابع سَعْدٌ الفُرْسَ إلَى جلولاءِ عامَ 16 هـ: 637م، وفَتَحَ المُدُنَ الواقِعَةِ علَى نَهْرَيْ دِجْلَة والفُراتِ، ودَخَلَ حُكَّامُها في الإسْلامِ، فَأَمَرَ الخليفةُ عمرُ بنُ الخَطَّابِ بإعْفائِهِمْ مِنْ دَفْعِ الجِزْيَةِ.

 

أَمَرَ الخليفةُ عمرُ بنُ الخَطَّابِ بالتَّوَقُّفِ عَنْ السَّيْرِ خَلْفَ فَلُولِ الفُرْسِ، والاكْتِفاءِ بِمَا فُتِحَ مِنَ البِلادِ.

واتَّخَذَ سَعْدُ بنُ أبِي وقَّاصٍ الكوفةَ مَقَراً لَه، وأَسَّسَ فيها المَسْجِدَ الجَامِعَ، واخَتَطَّ النَّاسُ المَنازِلَ، وجَعَلَها عاصِمَةَ المُسلمِينَ في العِراقِ.

وبَعْدَ ذَلِكَ سَارَ سَعْدُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ بِجَيْشِه وفَتَح «المَدائِنَ» عاصِمَةَ بلادِ الفُرْسِ بَعْدَ حِصارٍ طويلٍ اسْتَمَرَّ شَهْرَيْن.

 

وغَنِمَ منها غَنائِمَ كثيرةً. وهَرَبَ مَلِكُ الفُرْسِ يزدَجَرِ الثّالثُ حامِلاً مَعه مَتاعَه وأَمْوالَهُ. 

ولكنَّهُ اسْتَطاهَ بَعْدَ أَرْبَعِ سَنَواتٍ أَنْ يُكَوِّنَ جَيشاً كبيراً عِدَّتُهُ سِتّونَ أَلفَ مُقاتِلٍ مِنْ أَتْباعِهِ في المُدُنِ الواقِعَةِ شَمَاليَّ فارِسَ.

ولمَّا عَلِمَ الخليفةُ عمرُ بنُ الخَطَّابِ بِذَلِكَ خَافَ أن يُهْزَمَ المُسْلِمونُ فأَرْسَل لَهُمْ الإمداداتِ مِنَ الجُنْدِ والسِّلاحِ من المُدُنِ المَفْتوحَةِ في بِلادِ العِراقِ.

 

وحَقَّقَ المُسْلمونَ فَتْحاً كبيراً ضِدَّ الفُرْسِ في نَهاوَنْدَ سنةَ 21 هـ: 642م.

وهَكَذا كانَتْ مَوْقِعَةُ القَادِسِيَّةِ فاتِحَةَ الانْتِصاراتِ في العِراقِ وفارِسَ، ودَخَلَتْ شُعوبُ هذه البلادِ في الإسْلامِ. 

وتَأَسَّسَتْ المُدُنُ العَرَبِيَّةَ الإسْلامِيَّةَ لِتَتَوَسَّعَ رُقْعَةُ الدَّوْلَةِ الإسْلامِيَّةِ الّتي أَسَّسْها رَسولُ اللهِ، صَلَى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى