مجريات أحداث معركة اليرموك

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

معركة اليرموك مجريات أحداث معركة اليرموك أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

قامتْ مَعْرَكة اليَرْموك بينَ المسلمينَ والرّومِ سَنَةَ 15هـ / 636 ميلادية، ومِنْ أَسْبابِها انتصارُ المسلمينَ على الرّومِ في مَعْرَكَةِ أَجْنادين وانتشارُ الجيوشِ الإسلاميَّةِ في بلادِ الشامِ

حيثُ دَخَلَ خالِدُ بنُ الوليدِ دمشقَ وأَحْرَزَ عَمْرُو بنُ العاصِ انتصاراتٍ متتاليةٍ في فلسطينَ، وشَرْحَبيلُ بنُ حسنة في الأردنٍّ.

فَعَزِمَ الإمبراطورُ البيزَنْطيُّ هرقلُ على صَدِّ الجيوشِ الإسلاميَّةِ عن بلادِ الشّامِ وأعدَّ جيشاً كبيراً يُقَدَّرُ بحوالَي مائتي ألفِ مُقاتلٍ بقيادَةِ أخيهِ ثيودورَ وانضمَّ إليهم ملكُ الغَساسِنَةِ (جَبَلَةُ بنُ الأَيْهَمِ) على رأسِ جيشٍ يُقَدَّرُ عددهُ بستينَ ألفِ مُحاربٍ.   

واجتمعتِ الجيوشُ العربيّةُ الإسلاميّةُ بقيادَةِ خالدٍ بنِ الوليدِ قُرْبَ نَهْرِ اليَرموكِ الَّذي يَنْبعُ من جبالِ حَوْرانَ، ويَصُبُّ في بحيرَةِ طَبريَّةً وكانت ضِفافُ النَّهْرِ وَعِرَةً إلاَّ أنَّ امتدادَها أرضٌ مُنْبَسِطَةٌ ومَحميَّةٌ من جميعِ الجهاتِ حيثُ عَسْكَرَ فيها جيشُ المسلمينَ.

وهنا أرسلَ الرّومُ رَسولاً إلى المسلمينَ لطلبِ الصُّلْحِ، ولكنَّ المسلمينَ رَفَضوا ودارتِ المعركةُ الفاصِلَةُ بينَ الطرفينِ، واشْتَرَكَتِ النِّساءُ مَعَ الرِّجالِ لصَدِّ هَجَماتِ العَدُوِّ.

وتمَّ الانتصارُ لجيشِ المسلمينَ في منطقةِ (الواقوصةِ) على ضِفافِ نهرِ اليرموكِ، وقرَّرَتْ هذهِ المعركةُ مصيرَ بلادِ الشّامِ فأصبحتْ بيدِ المسلمينَ.

وقد انضمَّ عَرَبُ الشّامِ النَّصارى إلى العربِ المسلمينَ قُبَيْلَ المعركةِ، مِمَّا ساعَدَ على سُرْعَةِ هَزيمَةِ الرّومِ، حيثُ ذكرَ الإمبراطورُ البيزنطيُّ (هرقلُ) عبارَتَهُ المشهورَةُ (سلامٌ عليكِ يا سُوريا، سلامٌ لا لِقاءَ بعدَهُ).

وبعدَ انتصارِ المسلمينَ في المعركةِ تساقَطَتِ المُدُنُ الشاميِّةُ بيدِ المسلمينَ فاسْتَولى خالِدُ بنُ الوليدِ وأبو عُبَيْدَةَ الجَرَّاحُ على بَعْلَبَكَّ وحمصَ وحلبَ وقِسرينَ وأنطاكيَّةَ.

واستولى بعضُ قُوّادِ المسلمينَ على مُعْظَمِ مُدُنِ فلسطينَ، ثُمَّ سُلِّمَ بَيْتُ المَقْدِسِ إلى الخليفَةِ عُمَرَ بن الخَطّابِ، وأصبحتْ بِلادُ الشّامِ قاعِدَةَ انطلاقٍ إسلاميَّةٍ لفتحِ شمالِ أفريقيا.